مقال جسور
تحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين ضرورة لبنانية وعالمية
* وزير لبناني سابق
شرفتني لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني بأن طلبت اجابتي على سؤال حول ما يحدث اليوم في فلسطين وتأثيره على الفلسطينيين واللبنانيين في لبنان، فأتيت في هذه العُجالة.. عندما تعود القضية الفلسطينية إلى فلسطين، تكون قد عادت إلى حاضنتها الطبيعية، حيث يجب أن تكون وحيث يجب أن يتم دعمها من كل مؤمن بالحق، وخصوصاً حق الانسان في أن يكون في وطنه وأن يعود إلى وطنه.
اختلفنا طويلاً مع الفلسطينيين في لبنان، ولأسباب يطول شرحها لكنها ترتبط بمسائل سوء الفهم بين قناعتنا بقضيتهم ووايماننا بضرورة أن يكونوا احراراً مكرمين على ارضهم. أما اليوم وبعد انتقال المواجهة بمختلف أشكالها إلى مكانها الطبيعي، فمن الضرورة بمكان الاعتراف أن ما يمارسه الفلسطينيون على أرضهم هو فعل طبيعي لصاحب حق.
صاحب حق مقهور مكبوت جائع مضطهد، يتعرّض يومياً للاساءة ويعرف أن صوته الحزين يرنُّ في أفياء المشرق، وفي منازل أحبائه اللاجئين في لبنان إلى اقاصي الارض، والذين يتابعون يومياً بل في كل ساعة مشاهد الاحداث في فلسطين.
وحتى لا نسترسل في الوجدان، ونحن عارفون أن العودة هي الهدف، والقوة والدبلوماسية والدعم العربي والدولي هو الوسيلة، ومشاهد الموت والقهر هي الترتيلة اليومية بين أفياء القدس ورام الله وزيتونات الضفة وصولاً إلى غزة، اختم، أن تحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وخصوصاً على صعيد التعليم، هو ضرورة لبنانية ودولية، علينا جميعاً أن نساعد في تنظيمها وقوننتها منعاً لسقوط الشباب في قبضة الارهاب، وردعاً لأدوات التطرف من اختراق هؤلاء… ولمزيد من الحب والإيمان أن الله يضعنا حيث يجب أن نكون لنصنع التاريخ من عيون الكرامة الانسانية لأي انسان في أي زمان ومكان. وللحديث تتمة.