مقال جسور

“جسور” تحاور المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني: هناك مؤشرات ايجابية لعودة التمويل الاميركي

“جسور” تحاور المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني: هناك مؤشرات ايجابية لعودة التمويل الاميركي
“تواجه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين – الأونروا أكبر عجز في التمويل خلال تاريخها منذ نشوئها”، لكن المفوض العام للوكالة الدولية فيليب لازاريني متفائل بعودة التمويل الاميركي للوكالة، يشدد على اهمية خدماتها كشريان حياة للاجئين الفلسطينيين وكمصدر رئيسي للاستقرار في لبنان.” تحدث لازاريني الى “جسور” عن توقعاته للأونروا ومستقبل اللاجئين الفلسطينيين:
 
* كيف ترى مستقبل اللاجئين الفلسطينيين والأونروا في ظل الظروف المحيطة التي تشهدها المنطقة والعالم؟
 
– لا تتعرض حالة اللاجئين الفلسطينيين وحقوقهم للتغيير نتيجة للتغيرات الإقليمية. فهم ينتظرون حلاً عادلاً ودائماً لمحنتهم. وحتى ذلك الوقت، فإن الأونروا هي وكالة الأمم المتحدة المسؤولة عن ضمان حصولهم على الخدمات الأساسية. . لقد كان عاماً صعباً للغاية بالنسبة للاجئين الفلسطينيين والأونروا. وأثرت فيه جائحة فيروس كورونا (كوفيد -19)، والتغيرات الإقليمية على التمويل المتاح للوكالة. وهي تواجه أكبر نقص في التمويل في تاريخها، لذلك يشعر اللاجئون الفلسطينيون بالأسى وبأنهم متروكون. 
* ما هي توقعاتك بالنسبة لتأثيرات كوفيد 19 على خدمات الأونروا؟
 
 – كانت الأونروا قادرة على المساعدة في احتواء الجائحة في المرحلة الأولى، لكن سرعان ما أصابت آفة الفقر التي ترافقت مع الوباء الصحي اللاجئين الفلسطينيين، وللأسف ارتفعت أعداد الإصابات بالفيروس. من الصعب للغاية مطالبة المجتمعات التي تعيش في بيئات مكتظة بالسكان، ومعظمهم من العمال المياومين، بالحفاظ على التباعد الاجتماعي ومحاولة البقاء في العزلة كإجراء وقائي. لذلك، حتى لو تمكنت الأونروا من تغيير طريقة عملها (التعلّم عن بعد، والاستشارات الطبية عبر الهاتف، وتوصيل الأدوية إلى المنازل)، يحتاج الناس إلى الخروج من المنزل وكسب الدخل لهم ولأسرهم. وتتشابه الأرقام الحالية في مجتمعات اللاجئين الفلسطينيين في المنطقة مع تلك المسجلة خارجها، ولذلك لا يمكن إبقاء الفيروس خارج المخيمات.
 
*  كيف يمكن تخفيض العجز بطريقة تحافظ على الخدمات الأساسية التي تقدمونها للاجئين؟
 
– لقد طرقنا كل الأبواب، إبتداءً من  الجهات المانحة مروراً بالحكومات المضيفة وصولاً إلى القطاع الخاص وجمع الأموال عن طريق الإنترنت. ولم نتوقف عن ممارسة الضغط وطلب الدعم للاجئين الفلسطينيين. لقد حققت جهودنا بعض النجاحات، بفضل دول أوروبية ودول أخرى مثل اليابان وكندا (من بين دول أخرى)، ولكن للأسف لم نتمكن من جمع الأموال من المنطقة العربية. كما أخذنا قرضاً من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارىء التابع للأمم المتحدة في نيويورك، وهذا ما مكّن الأونروا من دفع رواتب موظفيها بالكامل في تشرين الثاني/نوفمبر. 
 
ليس هناك من سر، لقد نفذت النقود لدى الأونروا، وليس هناك من نقود قادمة في عام 2021. رفعت بعض الجهات المانحة السخية مساهماتها، بينما امتنعت جهات أخرى عن الدفع. كما تعاني العديد من الجهات المانحة من التأثير الاقتصادي لجائحة فيروس كورونا، وتفيدنا أنها مضطرة للتركيز على شعوبها واقتصاداتها، وليس بمقدورها المساهمة بشكل أكبر في تمويل الأونروا.
 
* هل تعولون على أي تغيير في قرار الادارة الاميركية السابقة وقف مساهمتها في تمويل الوكالة؟
 
– لم تتعافَ الوكالة أبداً من وقف التمويل الأمريكي، على الرغم من الدعم السخي جداً المقدم من 43 حكومة وشريكاً في عام 2018، إذ لطالما كانت الولايات المتحدة أكبر جهة مانحة للأونروا، لذلك فإن سد الفجوة أمر في غاية الصعوبة. لقد سمعنا التصريح العلني لنائب الرئيس المنتخب حول استئناف الدعم للفلسطينيين ونأمل أن يشمل ذلك استئناف الدعم لهم من خلال الأونروا، وأن يشجع ذلك الحكومات الأخرى على تقديم الدعم للأونروا.
 
* كيف تنظر الى تأثيرات جائحة كوفيد 19على  برامج الوكالة، هل تتوقع أي تغيير؟
 
– طُرحت أسئلة عديدة حول التغييرات التي فرضتها الجائحة في اثنين من برامج الأونروا ذات الأولوية والمتعلقين بالصحة والتعليم. فإذا كان الحضور الفعلي في المدرسة مثلاً سيُستبدل بالحضور عن طريق الإنترنت، فكيف نضمن أن تمتلك الأسر الضعيفة أجهزة لوحية، وأن تتوفر لديها الطاقة الكهربائية، وتغطية الإنترنت التي تسمح للأطفال بالتعلّم عن بُعد؟ وكيف مثلاً يمكن استبدال خدمات الصحة الأولية في المراكز الصحية بالتطبيب عن بُعد وتسليم الأدوية؟ ماذا يلزم أيضاً لضمان تلبية الاحتياجات الصحية، و أن يتابع كبار السن حالتهم الصحية إذا كانوا لا يملكون الهواتف الذكية أو لا يعرفون كيفية استخدام التطبيقات؟ لذلك، في حين ترغمنا جائحة فيروس كورونا بالفعل على التفكير بشكل مختلف، فإن الرقمنة ليست متيسّرة للجميع، ونحن نتطلع إلى حل هذه المسألة في عام 2021 وما بعده.
 
* كيف تنظر إلى انعكاسات الازمة الاقتصادية اللبنانية على مجتمع اللاجئين؟ ماذا تطلب من حكومة لبنان وشعبه؟
 
– يواجه اللاجئون الفلسطينيون في لبنان قيوداً على حقهم في العمل والتملك. وبينما يعيش معظمهم حالياً تحت خط الفقر، تزداد حالتهم سوءاً بسبب الأزمة الاقتصادية والمالية المتفاقمة وجائحة فيروس كورونا. وتمثل خدمات الأونروا الصحية والتعليمية والاجتماعية شريان الحياة بالنسبة للاجئين الفلسطينيين ومصدراً رئيسياً للاستقرار في لبنان. لذلك تدعو الأونروا الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي إلى ضمان دمج المساعدات المقدمة لهم في خطط الاستجابة الفورية لحالات الطوارئ، والخطط الطويلة الأجل لدعم جميع أولئك الذين يعيشون في لبنان ويحتاجون إلى المساعدة. وستواصل الأونروا العمل مع الحكومة اللبنانية ومع جميع الأطراف المحلية لتحسين الظروف المعيشية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، ما يتيح لهم العيش بكرامة وإعالة أنفسهم. إن توفير الفرص الملموسة للناس والأمل في المستقبل هو أفضل مساهمة  في تحقيق الاستقرار.