مقال جسور

عن “الجسور” التي نطلقها

عن “الجسور” التي نطلقها
رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني 
 
تُصدر لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني هذا الملحق كمساهمة منها في تعريف الرأي العام اللبناني والفلسطيني على أهمية الدخول في مسار البحث في القضايا الإشكالية والمُعقدة التي تعاني منها العلاقات المشتركة. وهي علاقات امتدت على مدى عمر هذا اللجوء البالغ سبعين عاماً، تخللها الكثير من الصفاء، وطغى عليها سوء الفهم والخلاف الذي بلغ ذروته في غضون سنوات الحرب الأهلية والاقتتال الدامي، مع ما رافقها من شحن وعصبيّات كلفت اللبنانيين والفلسطينيين أثماناً فادحة.
 
لقد أدركنا أنه آن أوان الخروج من تلك النمطيّة السائدة في التعاطي مع شؤون اللجوء وقضاياه، نحو رحاب بناء جسور الثقة عبر التسليم بالسيادة والقوانين اللبنانية، وتأمين الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للاجئين بما يضمن لهم، في الحدّ الأدنى، حياة كريمة تليق بأخوة تمَّ تهجيرهم من جانب الحركة الصهيونية والدولة الاسرائيلية من أرضهم، أقاموا بين ربوعنا، وساهم بعضهم في تألق لبنان وازدهاره. ولعل اللحظة السياسية الراهنة بما تحمله من مخاطر مُحدِقة، تفرض هذا التقارب، باعتبار أن مصالحهما الوطنية تتقاطع في رفض التوطين والاصرار على حق العودة، والذي برغم المواثيق والقرارات الدولية ذات الصلة، مهدد بالتصفية.
 
من هنا، نقرأ ما تتعرض له وكالة الأونروا من محاولة للتصفية باعتباره الوجه الآخر لعملية التوطين التي تهدد لبنان واللاجئين الفلسطينيين على أرضه. 
 
في هذا الملحق المتواضع، سندخل إلى المساحات المُختلف حولها في العلاقات، محاولين الخروج من أسر الماضي وما تخلله من مواقف لبنانية إزاء الفلسطيني، وفلسطينية حيال اللبناني، ضمن مقاربة صريحة ومباشرة. إن الاقلام التي تساهم معنا في هذا المشروع، لبنانية وفلسطينية، تنطلق من تلك المبادىء الثابتة باعتبارها محل إجماع لبناني وفلسطيني مشترك، وعليه نتوجه بالشكر والتقدير إلى كل الكتّاب الذين أسهموا في هذا العمل منذ انطلاقته كفكرة. 
 
إن المعطيات التي نضعها بين أيدي القرَّاء تستكمل ما بدأته اللجنة منذ أن رأت النور في العام 2005 في تناول الشأن الفلسطيني في لبنان بموضوعية ومهنية مبنية على الوقائع الدقيقة. إننا إذ نشدّد على أن يكون هذا الملحق مساحة مفتوحة لنقاش مختلف الآراء بموضوعية وعقلانية سعياً للوصول إلى توافقات حول قضايا اللجوء الفلسطيني، ندعو الأصدقاء والقرَّاء إلى ممارسة حقهم في النقد والتصويب والاقتراح، يقيناً منا أنه السبيل إلى ارتياد الآفاق نحو بناء علاقة صحيّة وسليمة لمصلحة الشعبين الشقيقين والدولتين.