مقال جسور
فلنمض قُدماً معاً
*المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان
قضية فلسطين هي قضية مركزية للبنان والأمم المتحدة على حد سواء. عندما طلب الشعب الفلسطيني الأمان في البلدان المجاورة، كان لبنان من أوائل المستقبلين للاجئي فلسطين. هذا التضامن العملي مع المهجرين والنازحين ، مع كل ما انطوى عليه من تعقيدات، يستمر حتى يومنا هذا. ولقد تمكن لبنان وبدعم من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، من توفير متطلبات السلامة والكرامة الإنسانية الأساسية لبعض من أكثر الشعوب هشاشة في وضعها.
وعلى الرغم من الروابط التاريخية بين اللبنانيين والفلسطينيين ، شهدتْ العلاقات بين المجتمعين تحديات صعبة في بعض الأحيان. لقد شاهدتُ بنفسي عند زيارة أحد مخيمات لاجئي فلسطين كيف أن التهميش الاقتصادي والاجتماعي والقيود الكبيرة المفروضة على حق العمل وغيره من الحقوق الأخرى أمور تحد من الفرص أمام الفلسطينيين، وتؤدي إلى زيادة اعتمادهم على الخدمات الأساسية التي تقدمها وكالة الأونروا، بما في ذلك خدمات الرعاية الصحية والتعليم. كما أني أعرف أيضاً ، ومن خلال محادثاتي مع مختلف الاطراف، أن مخاوف أمنية دائمة في بعض مخيمات اللاجئين الفلسطينيين تثير قلق الفلسطينيين واللبنانيين على حد سواء.
القواسم التي يتشاركها اللبنانيون والفلسطينيون أكثر من تلك التي تفرق بينهم. يحدوني الأمل في أن تفضي هذه المبادرة الجديدة المُلهمة من لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني إلى تعزيز الحوار بين المجتمعين وإلى بناء جسر نحو مزيد من الثقة والتعاون. وبصفتي المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان ، فإنني التزم تماماً بدعم لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني والعمل مع جميع أصحاب المصلحة والاطراف المعنية للحد من التوترات ولتعزيز فهم متبادل أفضل.
ولأن وكالة الأونروا تواجه أزمة مالية غير مسبوقة، فإن وجود شراكة قوية بين كل من الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية ومجتمع اللاجئين الفلسطينيين والجهات المانحة هو أمر أكثر أهمية من أي وقت مضى. وبالتعاون مع الأمين العام وزملائي في وكالة الأونروا، لن أدخر جهداً في المساعدة من أجل حشد الموارد الضرورية لدعم لبنان واللاجئين الفلسطينيين.
وإلى أن يتم التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة ومستدامة لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، تبقى جهودنا المشتركة حيوية وضرورية، ويبقى من المهم أن تستمر الجهود السياسية. وأؤكد لكم أن منظمة الأمم المتحدة لا تزال ملتزمة بحل الدولتين حيث تعيش دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة بسلام إلى جانب إسرائيل.