مقال جسور

لجنة الحوار توسّع دائرة مواجهة كورونا في المخيمات: تجهيز 4 مستشفيات جديدة وعدة مراكز للحجر

لجنة الحوار توسّع دائرة مواجهة كورونا في المخيمات: تجهيز 4 مستشفيات جديدة وعدة مراكز للحجر
انخفاض عدد الإصابات والوفيات بفيروس كوفيد -19 بين اللبنانيين واللاجئين الفلسطينيين رغم ايجابياته المتعددة يجب أن يكون مدعاة استعداد وليس فرصة استرخاء، خصوصاً وأن هناك جزماً من مختلف المراجع الصحية المعنية، باقتراب موجة ثالثة من الوباء. ما يتطلب أقصى درجات الحيطة والتجهُز، خصوصاً مع المتحور الهندي الأسرع انتشاراً وفتكاً كما ظهر في عدد من البلدان. 
 
من المؤكد أن حملات التلقيح، والتباعُد الأسري، وادراك معظم المواطنين والمقيمين لخطورة الوباء، وحملات التوعية، اضافة الى المناعة المكتسبة لدى المصابين سابقاً، كل هذا أدى إلى تخفيض عدد المصابين في القرى والمدن اللبنانية وفي المخيمات والتجمعات الفلسطينية. الا أن غير المطمئن هو اعتقاد الناس أن البلاد قد تخلصت من الوباء نهائياً، ما يقود إلى عودة التجمعات، وإهمال أساليب الوقاية في أماكن الاختلاط والمنازل. 
 
الأرقام التي يتم نشرها يومياً تثبت حالة التراجع بعد الصعود الصاروخي الذي شهدته الأشهر الماضية، مع ذلك تعتبر لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني أن واجبها يملي عليها إعداد العُدة البشرية والتجهيزية لمواجهة الموجة المقبلة، والتي قد تكون أشد فتكاً في ضوء التراخي العام المحتمل. لذلك تستكمل اللجنة ما سبق وشرعت به في المستشفيات والمراكز الصحية الفلسطينية في المخيمات ضمن خطة “الاستجابة للتصدي لفيروس كوفيد داخل المخيمات الفلسطينية” التي انجزت خلال المرحلة الاولى منها تجهيز طابق قسم الكورونا في مستشفى الهمشري في صيدا 6 وحدات عناية فائقة و16 وحدة عناية عادية مع توفير وتجهيز سيارتي اسعاف. اضافة الى انجاز الاعمال في مركز العزل في مستشفى صفد الجديد في البداوي وتجهيز مختبر المستشفى بمكينة PCR واجراء حوالي عشرة آلاف فحص PCR بالتعاون مع الهلال الأحمر الفلسطيني. اضافة الى تغطية تكاليف تحسين وتشغيل مركز سبلين التابع للأونروا. 
 
ومن المتوقع أن تنجز اللجنة قريباً المرحلة الثانية من خطتها، وفي مقدمها:
 
استكمال تجهيز مستشفى النداء الانساني في مخيم عين الحلوة على نحو نهائي بـ 6 وحدات عناية فائقة. كما شرعت اللجنة في تجهيز مركز جديتا بسعة 10 غرف، أي ما معدله 20 سريراً، وذلك ضمن خطتها تحويل مراكز العزل إلى مراكز رعاية صحية أولية، والتي تشمل أيضاً مركز العزل في مستشفى صفد الجديد المنجز بالمرحلة الأولى وذلك لاستخدامها للحالات التي تحتاج إلى عناية خفيفة أومتوسطة وهو ما من شأنه تخفيف الضغط الذي تتعرض له المستشفيات خلال فترات الذروة.
تأهيل وتجهيز 3 مستشفيات مع أقسام عناية مركزة وغرف مرضى وكافة المرافق الاستشفائية والداعمة هي:
 
 تجهيز مستشفى صفد بـ7 اسرة عناية فائقة بالاضافة الى 15 سريراً للعناية العادية. 
تجهيز مستشفى الهمشري بطابق يضم 9 غرف عناية فائقة للكبار، مع خمسة غرف عناية فائقة للاطفال.
أما في مستشفى البص في منطقة صور، وهو مستشفى تاريخي كان الصليب الأحمر الدولي قد أنشأه في الخمسينيات، فأن العمل جار لتجهيزه بحوالي 6 اسرة عناية فائقة، مع حوالي 20 سريراً للعناية العادية، وقسم الطوارئ، قسم للأشعة ومختبر بالاضافة الى قسم الخدمات وغيره.
توفير4 سيارات اسعاف اضافية.
 
وقد دخلت اللجنة حالياً في مرحلة التخطيط لشراء الأجهزة والمستلزمات الطبية التي يحتاجها هذا التطوير. هذه الخطوات تطلبت الكثير من الجهد وأعمال البناء الهندسية والكهربائية والفنية وجهود الورش لجعل الأمكنة ملائمة لتلبية الحاجات المستجدة. وتدعم الخطة حملات التوعية حول التطعيم بالتعاون مع اليونيسف والمنظمات غير الحكومية المحلية. وتسعى اللجنة مع وزارة الصحة وبالتنسيق مع الأونروا الى توفير اللقاح والتسجيل اللاجئين الفلسطينيين على منصة COVAX .ويحظى الجهد الذي تبذله اللجنة بتقدير الجهات المانحة والمستفيدة والعديد من الجهات الدولية والأممية. كما يتجلى التفاعل الايجابي في التنسيق اليومي مع الهلال الأحمر في المخيمات ومع الدائرة الصحية في الاونروا، بالإضافة طبعاً لوزارة الصحة اللبنانية. 
 
من المؤكد أن لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني والعديد من المؤسسات المعنية بأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات من فلسطينية ودولية تعمل على الإفادة من هدوء العاصفة الوبائية راهناً لجهة محدودية عدد الإصابات وعدم تدفق المصابين على المستشفيات ومراكز العزل، وبالتالي الإفادة من الوقت والقدرات لتوفير الوقت المخصص للتدريب والتأهيل أيضاً، من أجل ضمان مواجهة الموجة الجديدة بأكبر قدر من التأهيل والتجهيز، إذ من المعروف أن الموارد البشرية الفنية كانت خلال الفترة الماضية في سباق مع الزمن لمواجهة تفشي الوباء وتدفق المصابين على المستشفيات والمراكز الصحية. ذلك وتستمر عمليات الترصد الوبائي بالتنسيق مع الاونروا وهيئة الكوارث على ترتيب البيانات ووصل ما يتوافر من المعطيات على منصة هيئة إدارة الكوارث اضافة الى استمرار اختبارات PCR مع الهلال الاحمر الفلسطيني.