مقال جسور

:مواجهة كورونا في المخيمات

:مواجهة كورونا في المخيمات

استشفاء في عين الحلوة… تجهيزات وحملات تلقيح

مخيم عين الحلوة هو أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان ويطلق عليه البعض عاصمة الفلسطينيين في لبنان. يسكنه حوالي 36220 شخصاً (حسب تعداد العام 2017 الذي أشرفت عليه لجنة الحوار)، 5% منهم من غير الفلسطينيين. ونظراً لكثافة السكان على بقعة لا تتعدى الكلم المربع الواحد يتعذر الخروج منه على بعض قاطنيه ولاسيما منهم كبار السن. ومن الطبيعي أن يحتاج هذا المخيم بكثافته السكانية العالية إلى حد ادنى من الخدمات الطبية والاجتماعية. وفي ظل أزمة كورونا ارتأت لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني بعد إجراء الدراسات الضرورية واللازمة انشاء قسم عناية مركزة داخل المخيم لعلاج الحالات الحرجة. وبناءً على ذلك جرى اختيار مستشفى النداء الانساني منذ بداية اطلاق مشروع الاستجابة لفيروس كورونا في المخيمات الفلسطينية، نظراً لدوره الفعّال على المستوى الصحي والمجتمعي.

على هذا الأساس تمَّ انشاء و تجهيز قسم العناية الفائقة الخاص بالكورونا في هذا المستشفى وتزويده بـ 6 وحدات عناية فائقة. وقد اكتملت كل أعمال الإعداد اللازمة في القسم، وجرى تسليم سائر تجهيزاته. وترافق ذلك مع انجاز التدريبات اللازمة للكادر الطبي وتذليل الكثير من العقبات وأكبرها وأهمها كان تأمين الدعم المالي لاستقدام هذا الكادر. وتولت مثل هذه المهمة ودعمها مؤسسة التعاوون. اليوم يواجه المستشفى عقبة تأمين الدواء من أجل افتتاح هذا القسم. وقد تمَّ التواصل عبر لجنة الحوار وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع منظمة أطباء بلا حدود لتأمين ما يتيسر من الدواء المطلوب. بينما يستمر السعي والتنسيق مع وزارة الصحة اللبنانية من أجل تسهيل استيراد الدواء المفقود محلياً من قبل المستشفى.

وفي ظل استمرار خطر الوباء جاثماً على صدور الناس في المخيمات وسواها، ونتيجة فقدان القطاع الصحي قدرته على تأمين العناية الصحية اللازمة، إضافة إلى انقطاع الدواء من الصيدليات والمستشفيات وغيرها، أصبح اللقاح هو السبيل الوحيد وصمام أمان سلامة الفرد، والعائلة والمجتمع. وبمساعٍ من لجنة الحوار مع وزارة الصحة و بالتنسيق مع الاونروا جرى اطلاق حملة التلقيح ضد فيروس كوفيد 19 يوم 24 آب المنصرم في عيادة الاونروا الأولى في مخيم عين الحلوة. ويقدم في المركز لقاح “أسترازينيكا” للفئات العمرية التي تتراوح من الـ30 إلى الـ50 عاماً وبشكل مجاني. وحصل على اللقاح في غضون الأسبوع الأول ٥٧ شخصاً، وارتفع العدد في الأسبوع الثاني إلى ٧٠ شخصاً، لكنه عاد وانخفض في الأسبوع الثالث إلى ٦٠ شخصاً. بينما العدد الكلي للاشخاص الملقحين وصل إلى ١٨٧فقط. ومن خلال معاينة الوضع في المركز يتبين أن نسبة الاقبال على التلقيح ضعيفة، ولا تتعدى معدل ١٠ اشخاص يومياً. و ينقل مندوبونا في المركز عن مسؤول قسم كورونا داخله الدكتور محمود سليمان أن هذه النسبة لا بأس بها، ومتوقعة كون اللقاح هو استرازيناكا. وهناك تطلع من قبل الاونروا أن ترتفع نسبة الاعداد الملقحة تباعاً.

تمّت تغطية تكاليف تشغيل المركز وأجور الطاقم الطبي من قبل لجنة الحوار، إضافة إلى توفير خدمة التسجيل المباشر داخله. ومن المقرر أن تقوم الاونروا بدعم من لجنة الحوار بحملة جوالة بلقاح أسترازينيكا على موظفيها تغطي فيها أولاً الكادر العامل لديها في القطاع التعليمي في مخيمات: صور، صيدا، بيروت وضواحيها، الشمال والبقاع. على أن تشمل الحملة كل الراغبين من الفئة العمرية المذكورة. وقد بدأت الحملة في 17 آب على أن تنتهي في 28 كانون الأول للجرعتين الأولى والثانية.

أما على المستوى الوطني فقد ارتفع عدد الفلسطينيين الذين تلقوا اللقاح إلى 46600 شخص (26900 جرعة واحدة، 19700 جرعتان) في شهر آب، مقارنة بـ 39500 في شهر تموز. و تستمر حملة التسجيل على منصة اللقاحات عبر فريق مكون من 15 مندوباً ومنسقًا يغطون المخيمات والتجمعات الفلسطينية كافة بالتعاون مع المنتدى المجتمعي للتمكين والتنمية  INITIATE. وقد أجرى فريق المندوبين والمنسقين أكثر من 57,500 اتصال افضت إلى تسجيل حوالي 21,000 منهم على المنصة للتلقيح. وتتكثف حملة التنسيق الميداني مع كل الشركاء خصوصاً اليونيسف والجمعيات العاملة في حملة التوعية في ظل الاقبال الخجول على لقاح أسترازينيكا.

كانت لجنة الحوار قد أنجزت في المرحلة السابقة من مشروع الاستجابة الاعمال التجهيزية في مستشفى الهمشري في صيدا مع توفير و تجهيز سيارتي اسعاف، كما تم انجاز مركز العزل في مستشفى صفد الجديد في البداوي، بما فيه تغطية تكاليف تحسين وتشغيل مركز سبلين التابع للأونروا. إضافة إلى توفير 17600 فحص PCR وتجهيز مختبر مستشفى صفد بماكينة فحص PCR. ويتابع مشروع الاستجابة عملية تأهيل و تجهيز 3 مستشفيات مع أقسام عناية مركزة وغرف مرضى والمرافق الاستشفائية والداعمة في كل من مستشفى صفد الجديد في البداوي، والهمشري في صيدا، والبص في صور، وذلك على النحو التالي:

 المرحلة الثانية في مستشفى صفد 7 أسرة عناية فائقة، بالإضافة إلى 15 سريراً عناية عادية و قد بدأ تنفيذها.

المرحلة الثانية من العمل في مستشفى الهمشري، وتشمل تجهيز طابق يضم 9 غرف عناية فائقة للكبار، مع خمسة غرف عناية فائقة للاطفال وقد باتت في مرحلة التلزيم.

أما في مستشفى البص في منطقة صور، وهو مستشفى تاريخي كان الصليب الأحمر الدولي قد أنشأه في الخمسينيات، فيجري تصميمه ليحوي 6 اسرة عناية فائقة، مع 20 سريراً للعناية العادية، وتزويده بقسم للطوارئ، أشعة ومختبر ومنتفعاته. باتت هذه جميعاً في مرحلة انجاز المخططات والعمل على إجراء المناقصات والتلزيم. كما جرى توفير4 سيارات اسعاف اضافية هي قيد الشراء.

وتتابع لجنة الحوار استمرار عمليات الترصد الوبائي بالتنسيق مع الاونروا وهيئة الكوارث حيث يجري العمل على ترتيب البيانات ووصل ما يتوافر من معطيات بمنصة هيئة إدارة الكوارث، إضافة إلى استمرار حملات فحوصات الـ PCR  بالتعاون مع جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني.