مذكرة تفاهم بين لجنة الحوار والوكالة الالمانية

وقّع رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الدكتور حسن منيمنة مذكرة تفاهم مع المديرة القطرية للوكالة الالمانية للتعاون الدولي في الاردن ولبنان التابعة للوزارة الالمانية للتنمية والتعاون الاقتصادي الدكتورة ميشيلا بور، بحضور مدير مشروع تسهيل المشاركة الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين غودرون كرامر . وأعرب منيمنة عن أمله أن تكون هذه المذكرة فاتحة تعاون مثمر تنعكس إيجابا على علاقات الدولتين الصديقتين لبنان والمانيا ، وبالأخص على اللاجئين الفلسطنينيين في لبنان بما ينهض بأوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية .
وخلال حفل التوقيع الذي شهده القصر الحكومي في 27 / 10 / 2016 جرى التطرق بين منيمنة والوفد الالماني لعدد من القضايا الملحة وفي مقدمها اللجوء السوري وتأثيره على أوضاع اللجوء الفلسطيني المزمن في لبنان . وضرورة اعتماد مشاريع تشغيلية للاجئين بما يؤدي الى مساعدتهم لأنفسهم والمساهمة في تحسين الاقتصاد اللبناني . وقدمت كلا من بور وكرامر عرضا للتعاطي الذي تمارسه الدولة الالمانية مع موضوع اللاجئين السوريين وغيرهم والتقديمات التي يحصلون عليها في سياق تأمين حياتهم وضمن التوجه نحو عملية دمجهم .
وكان الوزير منيمنة قد أشار في حفل التوقيع الى العجز السنوي الذي تعانيه موازنة وكالة الاونروا المعنية بتقديم الخدمات. وقال إننا بحاجة كل عام الى رفع صوت المطالبة باجراءات عاجلة من الدول المانحة كي لا تتوقف الوكالة عن متابعة تقديم خدماتها التعليمية والصحية. ويأتي هذا الواقع في ظل اضطرابات كبرى تلف منطقة الشرق الاوسط بأسرها. وهي اضطرابات تنعكس أكثر حدة على المجتمعات الهشة والضعيفة ولاسيما اللاجئين الفلسطينيين. وأكد الممثلان الالمانيان أن لبنان شهد أكبر تدفق من النازحين السوريين عرفه العالم بالعلاقة مع مساحته وعدد سكانه وحجم اقتصاده، ومن بينهم قرابة 40 ألف فلسطيني أقام معظمهم في المخيمات الفلسطينية ، ما فاقم المشكلات الصحية والتعليمية والخدماتية والاجتماعية في المخيمات خصوصا ولبنان عموما.
وبدوره رأى الوزير منيمنة أن الفئة الأكثر تأثرا من سواها بهذه التطورات السلبية هي فئة الشباب التي تعاني البطالة، وهي بأمس الحاجة الى زيادة مهاراتها وتوفير فرص عمل ومشاريع تعبر فيها عن ذاتها. والمشكلة أن ظروف لبنان وظروف المنطقة لا تساعد هؤلاء على الاستقرار والانتاج . ولذلك فإن من المهم أن نعمل معا وسويا من أجل مساعدتهم على تحقيق طموحاتهم ، وبالتالي تخليصهم من براثن الافكار التكفيرية التي تعمل على الاصطياد في الماء العكر، وجذبهم الى مدار طروحاتها الجهنمية. وأكد أن وقوع هؤلاء الشباب ضحية التوجهات المتطرفة ينعكس سلبا على المخيمات ولبنان كدولة مضيفة، كما أنه يمتد الى ما هو أبعد ، بعد أن بات الارهاب معولما يضرب هنا أو هناك، ناشرا الفوضى في أي المجتمعات والدول التي تصل اليها يداه الملوثة بدماء الأبرياء.
ووصف منيمنة مذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها بإضاءة شمعة ، وهي بالتأكيد خير من ألف لعنة للظلام الذي يحيط بنا . وتعلمون أننا في لجنة الحوار نعمل دوما وأبدا على أنسنة حياة المخيمات وبحث قضاياها عموما وقضايا الشباب فيها على نحو مخصوص من منطق علمي اجتماعي في مواجهة محاولة شيطنتها وتصويرها مجرد بؤر أمنية. واعتبر التوقيع بأنه خطوة على الطريق الصحيح لانها تعبير عن العزم المشترك على النهوض بالانسان اللاجئ الفلسطيني نحو آفاق التقدم والتنمية الحقيقية وإيجاد موضع له تحت شمس الحياة الواعدة.
وختم منيمنة بتقديمه شكر اللجنة ولبنان الى الدولة والوكالة الالمانية على توجههما نحو مساعدة الشباب اللاجئ في تأمين مقومات العمل . وهو ما أجابت عليه بور وكرامر بأن الدولة الالمانية تعتزم السير في هذا الاتجاه من خلال المشاريع الانتاجية الصغيرة في المخيمات ومحيطها، على أن تتوجه هذه المشاريع نحو الفئات الشبابية تحديدا .