منيمنة يحذر من وقف «الأونروا» خدماتها

وأكد الوفد أن 80 بالمئة من أبناء الفلسطينيين يدرسون في مدارس الوكالة، ولن نسمح بإلقائهم في الشارع تحت أي ذريعة لأنه ستترتب على ذلك مضاعفات بالغة الخطورة، لا سيما وأن الشعب الفلسطيني يعتمد على الوكالة في الحصول على الخدمات الأساسية. كما أن بقاءها في القيام بمهامها يمثل شهادة دولية على العدوان والتهجير الاسرائيلي لهذا الشعب من أرضه وبيوته. وكان المفوض العام للوكالة بيار كرينبول أعطى لنفسه صلاحية منح الموظفين إجازات استثنائية من دون رواتب، ووقف الخدمات بفعل العجز الذي تعانيه الوكالة والبالغ 100 مليون دولار. وهو ما دفع بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى خطوة غير مسبوقة تمثلت بتوجيه نداء عاجل الى الدول المانحة طالبها فيه بتأمين المبلغ المطلوب بالسرعة القصوى كي يتسنى للاطفال الفلسطينيين العودة الى مدارسهم أسوة بأطفال العالم. وحذر الأمين العام من العواقب السياسية والأمنية والانسانية التي يمكن أن تنجم عن توقف عمل الاونروا.
وبيّن الوفد لمنيمنة أهمية التعليم في موازنة الوكالة محملا الوكالة مسؤولية العجز الذي تعانيه بفعل سياسات هدر إدارية متلاحقة منذ العام 2005 والى الآن قادت في المحصلة الى تراكم الديون. ورأى الوفد أن الموضوع يتجاوز معاقبة الوكالة على سوء ادارتها المالية، ويفتح على نوايا سياسية لدى بعض الدول المانحة التي تسعى للتخفف من مهام الوكالة، وبالتالي يتخلى المجتمع الدولي عن مسؤوليته في ايجاد حل عادل لقضية الشعب الفلسطيني . وأشار الى أن مدارس الوكالة تستقبل نحو 40 ألف طالب في مراحل التعليم ما قبل الجامعي، ومن شأن تشريدهم في أزقة المخيمات أن يترك مضاعفاته على الدول المضيفة عموما، ولبنان على نحو مخصوص الذي لا يستطيع أن يتحمل مثل هذا العبء الكبير. وهو ما يؤدي الى تهديد مستقبل جيل بأكمله.
وطالب الوفد من منيمنة تدخل لبنان لدى الجهات المانحة الدولية والعربية لتأمين المبلغ، وبالتالي مواصلة الوكالة لمسيرة خدماتها. وأعلن أنه سيعمد بدءا من مطلع الشهر المقبل الى تنظيم تحركات شعبية تشمل سائر المخيمات يساهم في اطاره المعلمون والتلامذة وسكان المخيمات للضغط على المجتمع الدولي لمواصلة الوكالة تقديماتها التعليمية والصحية والتي هي بمثابة حياة أو موت بالنسبة للاجئين .
ووصف منيمنة الوضع بأنه بالغ الخطورة، وأكد أن لجنة الحوار ومجموعة العمل اللبنانية أدركت منذ وقت مبكر مدى المضاعفات التي يمكن أن تترتب على توجهات الاونروا . وقد اجتمعت لهذه الغاية برئيس الحكومة تمام سلام وقدمت له مذكرة بينت فيها أهمية تحرك لبنان ومعه الدول المضيفة للاجئين في المحافل السياسية والدبلوماسية العربية والدولية من أجل استمرار خدمات الوكالة بالنظر الى النتائج البالغة السلبية على الفلسطينيين واللبنانيين على حد سواء . خصوصا وأن نطاق عمل الوكالة يشمل دولا فقيرة تعاني أزمات كبرى، يضاعفها مسارات الوضع الاقليمي المعقدة والمتفجرة. وشدد منيمنة على أن لبنان ضمن أوضاعه المعروفة يقوم بواجبه السياسي والدبلوماسي، داعيا الوفد الى الحرص كي يكون التحرك والضغوط التي يمارسها الشعب الفلسطيني بشرائحه كافة ضمن الاطار السلمي والديموقراطي وبما يصب في اطار صيانة أمن المخيمات والمناطق اللبنانية المجاورة . وأكد أن الضغط يجب أن يتوجه نحو سفراء وسفارات الدول المانحة ومنظمة الامم المتحدة التي تدرك مخاطر الوضع بدليل نداء الأمين العام ، خصوصا أن المبلغ المطلوب قليل ويمكن تدبيره بسهولة من طرف دولي أو أكثر. ودعا المعلمين الى المبادرة في حال اصرار الوكالة على اقفال المدارس، الى القيام بفتحها تعبيرا عن التزامهم بحق شعبهم الفلسطيني في الحصول على التعليم وتحقيق التنمية عوضا عن الاستسلام للأمية والفقر والتخلف.
الكلمات: صحافة, فلسطين, لجنة الحوار