احمد الحريري: جدار عين الحلوة مرفوض بالعقل والمنطق والانسانية

زارت اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا المشرفة على المخيمات برئاسة قائد الامن الوطني الفلسطيني صبحي ابو عرب، منسقية “تيار المستقبل” في صيدا والجنوب وعقدت اجتماعا مع الامين العام ل”التيار” احمد الحريري والمنسق العام للجنوب الدكتور ناصر حمود واعضاء المنسقية في مقرها في عمارة المقاصد.
 
وجرى بحث في “اوضاع المخيمات ولا سيما مخيم عين الحلوة وبناء الجدار حوله والخطة الامنية التي تقوم اللجنة باعدادها لرفعها الى السلطات اللبنانية”، حيث اطلع الوفد الحريري على “الجهود المبذولة في هذا الاطار”.
 
ورحب الدكتور حمود بالوفد وجدد “موقف التيار الرافض للجدار”، معتبرا انه “لا يخدم العلاقات اللبنانية – الفلسطينية ولا العلاقة التاريخية والانسانية والاجتماعية بين صيدا المخيم”، منوها ب”الوعي والمسؤولية العالية التي يتحلى بها اهلنا في المخيم في تفويت الفرصة على كل محاولات تفجير الوضع الأمني او تصويره على انه بؤرة توتر امني دائم”. واكد “اهمية ان يحظى المخيم باهتمام بالموضوع الانساني والاجتماعي بما يخفف الكثير من المشاكل فيه”، آملا ان “يكون ذلك من ضمن اولويات الحكومة الجديدة”.
 
وتحدث ابو عرب وعدد من اعضاء اللجنة عارضين “الخطوات التي تقوم بها القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية على صعيد اعداد الخطة الأمنية البديلة للجدار”، ومثمنين “مواقف نائبي صيدا الرئيس فؤاد السنيورة والسيدة بهية الحريري وفاعليات المدينة من هذا الموضوع”، ومنوهين ب”التنسيق القائم مع الجيش والقوى الأمنية اللبنانية من اجل حفظ الأمن والاستقرار في المخيم والجوار”.
 
ثم تحدث الحريري فعرض “مسار العلاقات اللبنانية – الفلسطينية ومحاولات تفجيرها التي بدأت منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري”، وقال: لا شك ان ما حصل في مخيم نهر البارد كان مخططا ان يحصل في عين الحلوة لكن التنسيق بين السياسيين اللبنانيين والاخوة الفلسطينيين جنب المخيم هذا المخطط. ونحن بصراحة العلاقة مع الفلسطينيين كانت ممنوعة علينا قبل اغتيال الرئيس الشهيد، وكان لها مدخل واحد في البلد في ظل التركيبة السياسية التي كانت موجودة ولكن عندما ظهر فيديو “ابو عدس” بعد اغتيال الرئيس الشهيد، استشعرنا حجم الخطر وان هناك محاولة لزج الوجود الفلسطيني في لبنان وبدأنا منذ تلك اللحظة العمل وصولا الى تشكيل لجنة الحوار المدنية اللبنانية –
الفلسطينية لتقريب وجهات النظر بين اللبنانيين والفلسطينيين، بالاضافة الى كل واردة وشاردة داخل المخيم، على رغم كل الاتهامات التي وجهت الينا عبر هذه العلاقة، ولكن اغلقنا آذاننا لان الهدف الاساسي كان بالنسبة الينا ان يبقى المخيم هادئا لانه مدخل الجنوب وهو داخل مدينة صيدا وجزء من نسيجها. وبالنتيجة هذا التشبيك الذي حصل بين القيادة السياسية في المدينة والقيادة الفلسطينية على صعيد لبنان والمدينة والمخيم ساعد على تخفيف الاحتقان، ونقل قضية المخيم من قضية امنية بحتة الى قضية سياسية انسانية”.
أضاف: “ادانتنا مبدئية لموضوع الجدار وليست قصة امن او خطورة معينة، بل هو مرفوض بالمبدأ وبالعقل وبالمنطق والانسانية، وفي القرن الحادي والعشرين ولا يمكن التعامل بهذه الطريقة مع الاخوة الفلسطينيين. فالامن اليوم يجب ان يكون له اهتمامات اخرى، هناك لاجئون جدد على البلد لا احد يعرف عنهم شيئا فلتكن الهمة ايضا بكشف كل الخلايا النائمة الموجودة في البلد وتوقيفها هناك اعلام مضاد يبث السموم ضد المخيم وبالمقابل يجب ان يكون هناك اعلام مضاد ايضا يظهر الوجه الحقيقي والايجابي الفعلي والانساني للمخيم”.
 
وتابع: “مر البلد بتشنجات كبيرة خلال السنوات الـ11 الماضية كان جزء منها طائفيا وجزء آخر شد حبال سياسيا ضمن المحاور الموجودة، واليوم يحاول الرئيس الحريري بمبادرته الاخيرة ان يعيد الامور الى طبيعتها، لأنه اذا تلهينا جميعا بالسياسة يتوقف العمل والموضوع الانساني والخدماتي. من هذا المنطلق، فان اللجنة اللبنانية – الفلسطينية للحوار الموجودة في رئاسة مجلس الوزراء والتي يرأسها معالي الدكتور حسن منيمنة سيجري تفعيلها، وهذا يساعدنا في الموضوع الانساني لان كل القوانين والطروحات ومشاريع القوانين التي يجب ان تمر بمجلس النواب اصبحت موجودة لديها. وبالنسبة الينا، القضية الفلسطينية ستبقى هي القضية المركزية وعقدة الحل والربط، واذا لم تحل سيظل هناك من يستخدم إسمها ويتاجر بها”.

وختم: “مخيم عين الحلوة هو اكبر مخيم باق بعد اليرموك يجب المحافظة عليه، ويجب ان نزيد التشبيك السياسي والاجتماعي والثقافي بين بعضنا البعض لنكسر كل هذه الحواجز التي زرعت بيننا”.

 
اثر اللقاء، قال بإسم الوفد المسؤول عن “حزب الشعب الفلسطيني في لبنان” غسان ايوب: “الزيارة للأخوة في “تيار المستقبل” اليوم هي في اطار الجولة التي تقوم بها اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا. حضرنا الى هذه الدار وهي زيارة دورية اعتيادية للتباحث في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشرك اللبناني والفلسطيني. ركزنا على الوضع الأمني والوضع الانساني المتعلق باللاجئين الفلسطينيين في لبنان وخصوصا مخيم عين الحلوة. وبحثنا مع الأخوة في التيار قضية الجدار الذي نعتبر أنه اصبح خلفنا واكدنا ان المخيم وكل المخيمات الفلسطينية في لبنان لن تكون الا عاملا ايجابيا وعنصرا فاعلا داعما لوحدة لبنان وامنه واستقراره وسلمه الأهلي واننا سنستمر بتنسيق الخطوات بيننا من اجل استقرار المخيم وامنه وكل المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان والتفاهم على أي قضايا امنية او غيرها ذات اهتمام مشترك يمكن ان تهدد او تتعلق ببعض الهواجس لدى الأخوة اللبنانيين والأجهزة الأمنية اللبنانية”.
 
اضاف: “نحن في القوى الفلسطينية الآن نعد خطة امنية شاملة لكل المخيمات الفلسطينية وتركز خصوصا على مخيم عين الحلوة، وتأخذ في الاعتبار مجمل الهواجس المتعلقة بالوضع الأمني داخل المخيم ومنع اي حدث يمكن ان يؤثر على الجوار. ونحن مستمرون في التنسيق واكدنا انه يجب ان يكون هناك مقاربة لكل الملفات المتعلقة بمعيشة الفلسطينيين في لبنان، وان ننتقل بالتعامل مع الوضع الفلسطيني من الزاوية الأمنية الى الزوايا المتعلقة بمعيشة الانسان الفلسطيني، بحيث انه من غير المقبول ان يبقى الفلسطيني في لبنان انسانا مع وقف التنفيذ”.
 
وختم: “نعتبر انه يجب ان تنظر الدولة اللبنانية الى موضوع الحقوق الاجتماعية والانسانية للاجئين، وخصوصا اننا كفلسطينيين طوال فترة وجودنا في لبنان اكدنا مرارا وتكرار، اننا متمسكون بحق العودة ولن نقبل ببديل عن فلسطين وطنا للاجئين الفلسطينيين في لبنان”.
 

الكلمات: