توتير أمني جديد في عين الحلوة.. إطلاق النار على إسلامي

طوقت القوى الفلسطينية في عين الحلوة توترا أمنيا جديدا هو الثاني في غضون ثلاثة أيام، حين اقدم “فتحاوي” على اطلاق النار على الفلسطيني (محمد.ح)، وذلك في الشارع الفوقاني، فأصابه في خاصرته بجروح طفيفة، نقل على اثرها الى مستشفى “النداء الانساني” وما لبث ان غادرها.
وأكدت مصادر فلسطينية لـ “صدى البلد”، ان الحادث الذي اتخذ طابعا خلافيا فتحاويا اسلاميا، سرعان ما تم تطويقه بعدما تبين انه شخصي، على خلفية اتهام الجريح محمد بسرقة مسدس حربي في 20 رمضان في منطقة الطيرة حيث معقل الاسلامي بلال بدر، وقد تبلغ الوجهاء والمشايخ بذلك ولم يتم معالجة الموضوع وفق ما اكد بيان توضيحي من قيادة الامن الوطني الفلسطيني، اضافة الى سرعة حركة “فتح” بتسليم مطلق النار الى القوة الامنية الفلسطينية المشتركة على خلفية حرصها على الاستقرار والحفاظ عل أمن المخيم.
واعتبرت المصادر، ان نجاح القوى الفلسطينية، لم يحجب المخاوف من توتر أمني جديد قد يعصف بالمخيم مجددا في اي لحظة على خلفية الاجواء المشحونة بعد جريمة اغتيال علي عوض الملقب “البحتي” في الشارع التحتاني للمخيم، على يد مسلح يحمل مسدسا حربيا مزودا بكاتم للصوت ويستقل دراجة نارية، وقد خلصت التحقيقات الى تحديد هويته والجهة التي ينتمي اليها بانتظار اعلان ذلك رسميا.
هذا ودان ممثل حركة “حماس” في لبنان علي بركة، جريمة اغتيال الفلسطيني البحتي، مؤكدا على ضرورة توقيف الجاني من خلال القوة الأمنية المشتركة في مخيم عين الحلوة ومن ثم تسليمه الى القضاء اللبناني، موضحا في الوقت نفسه ان جريمة فردية وليس لها ابعادا سياسية وسنواصل مع كافة الفصائل الفلسطينية العمل على المحافظة على امن واستقرار المخيم ونؤكد ان الوضع مستقر اجمالا.
وقال بركة خلال زيارته النائب بهية الحريري في مجدليون على رأس وفد من حماس ضم “مسؤول العلاقات السياسية في لبنان الدكتور احمد عبد الهادي “ابو ياسر” ومسؤول الحركة في منطقة صيدا ابو احمد فضل ومسؤولها في المدينة أيمن شناعة”.. ان اللقاء “ياتي في سياق التواصل والتشاور المستمر مع النائب الحريري خصوصا حول الأوضاع الفلسطينية العامة وفي المخيمات في لبنان ومخيمات صيدا وفي مخيم عين الحلوة ، وكان هناك استعراض لهذه الأوضاع خصوصا بعد الجريمة النكراء التي حصلت في المخيم باغتيال الفلسطيني علي البحتي رحمه الله” .
واضاف “نحن أدنا هذه الجريمة ونؤكد على ضرورة توقيف الجاني من خلال القوة الأمنية المشتركة في المخيم ومن ثم تسليمه الى القضاء اللبناني، وهذه الجريمة فردية وليس لها ابعاد سياسية وسنواصل مع كافة الفصائل الفلسطينية العمل على المحافظة على امن واستقرار المخيم ونؤكد ان الوضع مستقر اجمالا، مشيرا الى ان “التحريض من بعض وسائل الاعلام على المخيم امر مرفوض مطالبا اياها بتحري الدقة والموضوعية وعدم الاساءة للوجود الفلسطيني في لبنان، خصوصا وان هذا الوجود الفلسطيني له مشروع هو مشروع العودة الى فلسطين”، قائلا “نحن لا نقبل ان تستخدم المخيمات الفلسطينية من اي جهة كان للاساءة للسلم الأهلي في لبنان او للشعب اللبناني الشقيق ونؤكد على متانة العلاقة بين الشعبين اللبناني والفلسطيني وعلى تعزيز التنسيق المشترك بين الفصائل الفلسطينية كافة والدولة اللبنانية بكل اجهزتها الأمنية ومؤسساتها وكذلك التواصل المستمر بين الفصائل الفلسطينية والفاعليات السياسية اللبنانية”، مؤكدا “اننا ماضون في هذا التعاون والتنسيق حتى نمنع حصول اي فتنة سواء كانت فتنة ذات طابع طائفي او اقليمي وان الفصائل الفلسطينية موقفها موحد ، جميع الفصائل تدين الأعمال الاجرامية وتعمل معا تحت القيادة السياسية الفلسطينية للمحافظة على السلم الأهلي في المخيمات وفي لبنان”.
دخول الجيش
هذا وحمّل رئيس التيار الاصلاح الديمقراطي في حركة “فتح” العميد محمود عبد الحميد عيسى، الملقب بـ”اللينو”، القيادة السياسية الفلسطينية مسؤولية ما يحصل في عين الحلوة من فلتان أمني وتصفيات واغتيالات”، مؤكداً أن “أمن المخيم بات أولوية الأولويات، وهو يتقدم على كل الأمور السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وحتى على معاناة الناس المعيشية، مشيرا الى التطور المتمثّل في المطالبة بدخول الجيش اللبناني إلى المخيم، بعدما فقد سكانه الأمل في إمكانية ضبط الأمن من قبل الفصائل الفلسطينية، مشيراً إلى أن “مطلب الحراك الشعبي واللقاء الشبابي الواضح من قيادة الجيش اللبناني بتسلم زمام الأمن في المخيم، ما هو إلا تعبير حقيقي عن تقصير القوة الأمنية المشتركة عن القيام بواجباتها”، متسائلاً “من يغطي القتلة ومنفذي الاغتيالات؟ هناك كاميرات مراقبة في محيط مقر القوة المشتركة حيث قتل أحد كوادر المخيّم علي عوض المعروف بـ”البحتي”، لماذا لم تضبط القاتل؟
حماس والديمقراطية
سياسيا، عقدت “الجبهة الديمقراطية” وحركة “حماس” لقاء مشترك في بيروت شارك فيه عن الجبهة نائب الامين العام فهد سليمان وصالح زيدان، علي فيصل وعدنان يوسف، وعن “حماس” نائب رئيس المكتب السياسي موسى ابو مرزوق، اسامة حمدان، جمال عيسى، علي بركة، احمد عبد الهادي ووسام الحسن، حيث اكدا على ضرورة الخروج من حالة الشرذمة التي تعيشها الحالة الفلسطينية وتنعكس سلبا على جميع الساحات ما يتطلب ضرورة الاسراع بتعزيز الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام.
وذكرت مصادر فلسطينية لـ “صدى البلد” ان الطرفين عرضا قضايا الفلسطينيين في لبنان، مؤكدين حرص الشعب الفسطيني على امن واستقرار لبنان وسعيهم الدائم لضمان استقرار اوضاع المخيمات وتعزيز علاقاتها مع الجوار ودعم كل ما من شأنه تعزيز مسيرة الامن والاستقرار في لبنان، معتبرين ان تحصين الحالة الفلسطينية في لبنان يتطلب اقرار الحقوق الانسانية خاصة حق العمل والتملك بما يوفر مقومات الصمود الاجتماعي للاجئين ونضالهم من اجل حق العودة.
ودعا سليمان حركتي فتح وحماس الى الابتعاد عن المصالح الفئوية الضيقة والسياسات التي تعكر صفو العلاقات الوطنية واعلاء المصلحة الوطنية العليا عبر إدارة حوار وطني شامل وصولا الى إستراتيجية كفاحية جديدة تضع حدا لمسيرة المفاوضات العبثية وتوقف العبث بالحقوق الوطنية وتضع حدا للمراهنة على مشاريع هابطة بما فيها المبادرة الفرنسية، وتعمل على تطبيق قرارات المجلس المركزي خاصة وقف التنسيق الامني والغاء اتفاق باريس الاقتصادي والدعوة بدلاً من ذلك لمؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة.
 

الكلمات: , , , , , , , , , , ,