جمعية مسار” تطلق حملة “انسان من فلسطين”

دبور يؤكد التزام الفلسطينيين بالحفاظ على الامن والاستقرار في لبنان
منيمنة يربط مشكلات الحقوق الانسانية للاجئين بمقاربة سياسية جديدة
السفيرة السويسرية تدعو الى التفكير في كيفية حلول هذه الازمة
أطلقت جمعية “مسار” بالشراكة مع السفارة السويسرية وبالتعاون مع سفارة دولة فلسطين، حملة الكترونية بعنوان “انسان من فلسطين”، في فندق “روتانا – جيفينور”، في حضور سفيرة سويسرا مونيكا شودز كيرغوز، سفير دولة فلسطين اشرف دبور، رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الوزير السابق الدكتور حسن منيمنة وممثلين عن جمعيات مهتمة.
كيرغوز
بعد كلمة تقديم لرانية السبع أعين من جمعية “مسار”، ألقت السفيرة السويسرية كلمة اكدت فيها “ان سويسرا شريكة لجمعية “مسار”، لافتة الى قرب إحياء ذكرى النكبة، معربة عن اسفها “لاننا في القرن ال 21 ولا يزال اللاجئون يهربون من الحروب”، مشيرة الى انه “قبل 70 عاما اضطر الشعب الفلسطيني الى اللجوء بسبب نزاع مسلح”، منتقدة “تجاهل حقوق اللاجئين”.
وأعلنت “ان حملة “انسان من فلسطين” تجعلنا ننظر الى أنفسنا في المرآة، وان نفكر في كيفية حلول هذه الازمة”واذ اكدت “ان جمعية “مسار” تهتم بالشباب الفلسطيني واللبناني وتشجع هؤلاء على المزيد من معرفة بعضهم بعضا”، مؤكدة “دعم بلادها لمثل هذه الجمعيات التي تعمل على ايجاد حل سلمي لمثل هذه النزاعات”.
دبور
من جهته، أعرب السفير دبور عن تقديره لكل من ساهم في حملة “انسان من فلسطين”، لافتا الى ان هذا العمل “يهدف الى تقديم صورة عن الواقع الذي يعانيه اللاجئون الفلسطينيون المصرون على العودة، ويناصر حقوقهم الانسانية”، وقال: “اهمية العمل انه بمشاركة فلسطينية – لبنانية عملا بمبدأ التنسيق القائم بيننا وبين اشقائنا اللبنانيين على المستويات كافة”.واضاف: “جميعنا يعلم ان جذور المشكلة هي اللجوء القسري للفلسطينيين الى لبنان والناتج عن التهجير من المدن والقرى التي كانوا يعيشون فيها وتشريدهم في شتى بقاع الارض وإحلال شعب آخر مكانهم، والتنكر لحقوقهم المشروعة في تقرير مصيرهم للعيش بحرية واستقلال وكرامة في وطن سيد حر مستقل كباقي بني البشر. وترافق هذا اللجوء الفلسطيني، ومنذ البداية، مع صعوبات وتحديات كبيرة واجهت اللاجئين نتيجة حرمانهم من أبسط حقوقهم الانسانية والتي اقرتها المواثيق والمعاهدات الدولية”.
واشار الى “ان حوالى ثلثي اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يعيشون تحت خط الفقر”، وقال: “لا اريد الخوض في الحديث عن المادة 59 من قانون العمل، والتي تم تعديلها بحيث يسمح للفلسطيني بالعمل، لكنه لم يطبق”.واكد دبور “اننا كفلسطينيين في لبنان نترقب العودة الى وطننا فلسطين ونناضل من اجلها بشتى السبل، سواء عدنا أحياء أم أسرى أم شهداء أم رفات، وكفانا تصريحات ومواقف، لقد سئمنا”. وقال: “أتعلمون كم هو العدد المتبقي من الفلسطينيين في لبنان اليوم، اسألوا لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني وانا متأكد من انكم ستفاجأون من العدد المتبقي، الفلسطينيون ركبوا البحر والكثير منهم أكلته الاسماك”.
وشدد السفير الفلسطيني على “المحافظة على العلاقات الاخوية التي تجمعنا والتزامنا الثابت بالحفاظ على الامن والاستقرار في لبنان الذي استضافنا مشكورا منذ هجرتنا القسرية عن وطننا، وهذا بإجماع وطني فلسطيني وعلى كل المستويات الشعبية والفصائلية والقيادية”. وختم بذكر ما جاء في الاعلان العالمي لحقوق الانسان، يولد جميع الناس احرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق، وهم قد وهبوا العقل والوجدان وعليهم ان يعاملوا بعضهم بعضا بروح الاخاء. الانسان هو الكائن الوحيد الذي يمكن ان تستند اليه قيمة مطلقة وهي الكرامة”. ودعا الى “اعلاء الصوت عاليا في ذكرى وعد بلفور، هذا الوعد الذي وراء مآسينا اليوم، والى الوقوف في وجه من يودون احياء هذه الذكرى وهم كانوا سبب مآسينا”.
منيمنة
من جهته، قال منيمنة: “يوما بعد يوم، تضيق امكانية الحوار العقلاني في قضايا اللاجئين وكل مسائل حقوق الانسان في لبنان، فوسط الضجيج الشعبوي حول النازحين السوريين ومشاريع التوطين، تعود الهواجس نفسها التي غذت الحروب اللبنانية وأحرقتنا جميعا بنارها الى الواجهة، ويبدو لي لوهلة اننا لم نتعلم الكثير رغم الاثمان الباهظة التي دفعناها. كما يبدو لي ان الانقسام اللبناني حول اللاجئين الفلسطينيين بالامكان استعادته في لحظة الهروب من اختلافاتنا او التمايز فيها”.
اضاف: “امام هذا الواقع، فإن لجنة الحوار منذ تأسيسها وعملها على امتداد السنوات، والى جانب الالتزام بدعم الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي وسياساته الاقتلاعية ودعم حقوقهم الوطنية المشروعة، كان هدفها الرئيسي ولا يزال العمل لبناء علاقات سليمة وصحية بين الدولة والمجتمع اللبنانيين وبين مجتمع اللاجئين الفلسطينيين بكافة تلاوينه بما يدعم قضيتهم وعودتهم الى بلادهم ويحترم متطلبات وجودهم اللائق على الاراضي اللبنانية. وهو التزام راكمنا خلاله مكاسب لن نضحي بها”.
وتابع: “ان مقاربة مشكلات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من زاوية حقوقهم الانسانية ضرورية، لكنها غير كافية ان لم تتلازم مع مسار سياسي قادر على التصالح مع الماضي وبناء وعي جديد مبني على المعرفة الموضوعية لاوضاعهم يسعى الى تبيان المخاطر الحقيقية وطمأنة الهواجس والمخاوف المبالغ بها او الناجمة عن الاحكام المسبقة او المعلومات المجتزأة وغير الدقيقة”.
وقال: “من هنا، كان هدف اللجنة التأسيس لمقاربة سياسية مشتركة بين اللبنانيين لكيفية التعامل مع قضية اللجوء الفلسطيني مع استيعاب وتجاوز الظروف والملابسات والخلافات وذاكرة التناقضات التي رافقت المراحل الطويلة التي عبرتها العلاقات المتبادلة. واثر جهود تواصلت قرابة العامين، نجحنا خلالها في ادارة حوار لبناني – لبناني هادىء بمشاركة الاحزاب والتيارات السياسية الرئيسية في لبنان، تم التوصل الى صياغة نص مفتاحي يعبد الطريق نحو اجراءات تنفيذية وتفاهمات اشمل واوسع، يمكن البناء عليها في اقرار توصيات عامة في شأن الملف الفلسطيني تحفظ للبنان سيادته على ارضه وللاجئين الفلسطينيين حقهم في العودة وفي تحسين اوضاعهم لحين ذلك. ولقد رفعنا نص الوثيقة الى مجلس الوزراء لاعتمادها كسياسة عامة للحكومة اللبنانية”.
وطالب “بتصحيح المغالطات والاخطاء الشائعة بدءا من عدد اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان وواقع اوضاعهم المعيشية الناجم عن وضعية اللجوء وعن القيود التشريعية على معظم حقوقهم المدنية، وصولا الى النظرة السائدة الى مشكلاتهم المحكومة بإرث المشاركة الفلسطينية في الحرب اللبنانية في حقبة معينة، واعتبار المخيمات بؤرا مستدامة للتوترات الامنية والتطرف”.
واعلن “انه لهذه الغاية، سنطلق قريبا نتائج التعداد العام للسكان والمساكن في المخيمات والتجمعات الفلسطينية، وهو النموذج الاول من نوعه في تاريخ لبنان نتيجة جهد لبناني فلسطيني مشترك لكل من جهازي الاحصاء المركزي اللبناني والفلسطيني تحت مظلة لجنة الحوار”، مؤكدا “ان هذا العمل الذي استغرق سنوات من التحضير والتنفيذ من شأنه ان يقدم صورة واقعية وعلمية حول واضع حياة اللاجىء الفلسطيني صادرة عن الاجهزة الرسمية”.
ورأى انه من الطبيعي “ان تشارك لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني في هذا النشاط الذي يتضمن الكثير من الجوانب التي نعمل عليها في اللجنة، ونبذل مقدراتنا المتواضعة وبدعم من اصدقائنا، ومنهم بشكل رئيسي سفارة دولة سويسرا التي نبذل معها كل الجهد اللازم من اجل الوصول الى التخفيف من مشكلات اللاجئين الفلسطينيين”.
وقال: “في هذا التوقيت الصعب، نحن نعول على جهود المناصرة في حملة “انسان من فلسطين”. فأي جهد يسهم في التأثير الايجابي حول اللاجئين الفلسطينيين داخل المجتمع اللبناني هو موضع ترحيب. وهذا واجب كل مناصر ومتعاطف مع قضية فلسطين”.ودعا الى “اجتياز الحاجز الاصعب والذي يتمثل في ايجاد مساحة تواصل وتأثير في البيئة الابعد عن التعطف مع الفلسطيني وقضاياه في لبنان، عسى ان تكون محاولة لردم الهوة التي أوجدتها الحرب اللبنانية ونتائجها على المجتمعين اللبناني والفلسطيني”.
وختم مباركا “للأخوة الفلسطينيين والسفير دبور، إنجاز المصالحة، فكل تفاهم مكسب للشعب ولقضيته العادلة ولجمعية مسار على جهودها ومنها هذه الحملة انسان من فلسطين”.
شيا
والقى رئيس جمعية “مسار” كمال شيا كلمة قال فيها: “لسنا هنا لعرض الوقائع التاريخية للجرائم الصهيونية انما للتأكيد على ان مآسي الشعب الفلسطيني سببها الاحتلال الصهيوني لفلسطين”.
اضاف: “يتكلمون عن السلام. السلام ايها الاصدقاء ليس هدفا بل نتيجة، فالاهداف للشعوب هي الحقوق، والعدالة والحرية وهذه الثلاثة هي مبادىء ايضا. من يتكلم ويطرح السلام للسلام انما يبقي الوضع القائم كما هو، اي الاحتلال، والظلم والعنصرية. الاحتلال الصهيوني والحركات الارهابية التكفيرية هم الخطر على المنطقة واعداء هذه المنطقة والسلام في العالم اجمع”.وتابع: “نؤكد في جمعية “مسار” ومن خلال حرصنا على لبنان واللبنانيين وعلى فلسطين والفلسطينيين والقضية الفلسطينية، ان الفلسطيني هو مقيم في لبنان الى حين العودة، وهذه مؤكدة، ويجب ان يكون له حقوق في لبنان. حقوق الفلسطينيين في لبنان تعود بالنفع على اللبنانيين والفلسطينيين على السواء وهذا ما تؤكده علوم الاقتصاد والاجتماع والسياسة”.
وختم شاكرا “الاطراف التي تعمل على احقاق الحقوق للشعب الفلسطيني في لبنان من مؤسسات دولية وفلسطينية ولبنانية، وأخص بالذكر لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني برئاسة معالي الدكتور حسن منيمنة على الجهد الكبير التي قامت به اللجنة مع مختلف الكتل النيابية اللبنانية ووصلت للمرة الاولى الى وضع “رؤية موحدة لقضايا الفلسطينيين في لبنان”، التي كانت بمثابة اختراق للجمود القائم بما خص موضوع حقوق الفلسطينيين في لبنان، والذي نعول كثيرا على نتائجه”.
بعد ذلك، تم اطلاق الحملة الالكترونية “انسان من فلسطين” التي تهتم بحقوق الانسان الفلسطيني في لبنان.
الكلمات: جمعية،مسار،،حملة، انسان،فلسطين،لجنة ،الحوار،منيمنة،حقوق،اللاجئين،الفلسطينيين