دراسة لـ «الأميركية» و «الأونروا» حول الفلسطينيين

قبل نحو ست سنوات أطلقت «الجامعة الأميركية في بيروت» وبالتعاون مع «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (الأونروا) دراسة حول الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين في لبنان. وقد شكّلت منذ ذلك الوقت أرضيّة لمناقشة أي شأن اقتصادي أو اجتماعي يختصّ بهم. ولكن ومنذ ذلك الوقت لم يتقدّم الملف الفلسطيني قيد انملة على الرغم من «الإنجاز» ـ وفق بعض المسؤولين ـ الذي لم يلق له ترجمة على الأرض في ما خصّ عمل الفلسطينيين حين أدخل مجلس النوّاب تعديلات على المادة 59 من قانون العمل والمادة 9 من قانون الضمان الاجتماعي في العام 2010. وألغوا من خلالهما مبدأ المعاملة بالمثل في ما يتعلّق بتعويض نهاية الخدمة وإصابات العمل، كما أسفرت التعديلات عن إلغاء رسوم تصاريح العمل للذين ولدوا في لبنان. ومع ذلك تبيّن أن أقل من 3.3 في المئة من الفلسطينيين قد حصلوا على عقد عمل رسميّ ومسجّل لدى الكاتب بالعدل، يمكّنهم من تقديم طلب للحصول على تصريح عمل للمحافظة على حقوقهم المكتسبة.
وأمس أطلقت الجامعة بالتعاون مع الوكالة دراسة جديدة حول واقع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، برهنت فيها أن أعدادهم لم تتبدّل منذ العام 2010، وهي تتراوح بين 260 ألفاً و280 ألفاً، مع ارتفاع ضئيل لا يُذكر. يعيش 63 في المئة منهم داخل المخيمات، بينما تستقبل منطقتا صيدا وصور الحصّة الأكبر منهم أي 52 في المئة، ويُضاف إليهم 42.284 فلسطيني قادم من سوريا.

الفقر المدقع إلى تراجع والتعليم إلى ارتفاع
بدا لافتاً من خلال الدراسة، أن معدّلات الفقر المدقع لدى الفلسطينيين انخفضت إلى النصف، أي من 6.6 في المئة في العام 2010 إلى 3.1 في المئة في 2015. في حين بقيت معدّلات الفقر العام هي نفسها، أي 65 في المئة. وظهر أن متوسط إنفاق الفرد من اللاجئين الفلسطينيين يبلغ حوالي 190 دولاراً في الشهر، ونحو 140 دولاراً في الشهر للآتين من سوريا، أي نحو نصف متوسط إنفاق الفرد اللبناني شهرياً والذي يبلغ 429 دولاراً.
من جهة أخرى، برهنت الدراسة أن معدّل التحاق الفلسطينيين في المرحلة الابتدائية مرتفع جداً ويصل إلى 97.2 في المئة. كما ارتفع معدّل التحاقهم بالمرحلة الثانوية بنحو 10 في المئة، ليصبح 61.2 في المئة. أما الآتون من سوريا، فنسبة التحاقهم بالمدارس فتبلغ 88 في المئة في المرحلة الابتدائية و35.8 في المئة في الثانوية.
تقابل الأرقام الإيجابية، أرقام خطرة، كارتفاع معدّل البطالة من 8 في المئة في العام 2010 إلى 23.2 في المئة في العام 2015. بينما يجد أكثر من نصف القادمين من سوريا أنفسهم من دون عمل، بنسبة بطالة تصل إلى 52.5 في المئة. إلى ذلك تبيّن أنه ضمن 81.3 في المئة من الأسر يعاني فرد واحد على الأقل من مرض مزمن. وفي 63 في المئة منها يعاني فرد واحد على الأقل من مرض حاد.
ومن الأرقام المقلقة أيضاً، معاناة الأطفال غذائياً، إذ يعيش 27 في المئة منهم ضمن أسر تعاني من انعدام الامن الغذائي الشديد. بينما يعاني 63 في المئة من مجمل الفلسطينيين القادمين من سوريا من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بالمقارنة مع 24 في المئة للمقيمين منهم أصلاً في لبنان.
واعتبرت الدراسة أن 9 في المئة فقط من الفلسطينيين المقيمين يعيشون في ظروف سكنية صعبة ومكتظة جداً، بالمقارنة مع 46 في المئة للقادمين من سوريا. ويعني الباحثون في الظروف الصعبة، الأمور التي تفوق خطورة عن الرطوبة وسوء التهوئة وتسرّب المياه والغضاءة السيّئة وغيرها.
لكنّ من خلال مؤشر الفقر المتعدد الأبعاد (يشمل التعليم والعمل والنفقات)، يتبيّن أن ربع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان هم فقراء، بينما يصنّف 64 في المئة من القادمين من سوريا ضمن هذا التصنيف.
يذكر أن الدراسة أُطلقت أمس في كلية إدارة الأعمال في «الجامعة الأميركية في بيروت» بحضور المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغرد كاغ ومدير «الأونروا» في لبنان ماتياس شمالي والسفير الفلسطيني أشرف دبور ورئيس «لجنة الحوار اللبناني ـ الفلسطيني» الدكتور حسن منيمنة ومُعدّ الدراسة الدكتور جاد شعبان.

الكلمات: , , , , , , , , , , ,