طاولة مستديرة لمناقشة العدد الاول من ملحق “جسور” الصادر عن لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني

نظّمت لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني وجمعية مسار طاولة مستديرة بتاريخ 28 تشرين الثاني 2018 في بيروت لمناقشة العدد الاول من ملحق “جسور” الصادر عن لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، وهو ملحق يجمع آراء ومُقاربات متنوعة حول قضايا اللجوء الفلسطيني في لبنان، ويهدف الى توسيع مساحة الحوار بين اللبنانيين والفلسطينيين بما يتجاوز الصور النمطية ويساهم في تطوير علاقات سليمة وبنّاءة.

ويأتي هذا اللقاء في إطار برنامج “حقوق الإنسان للاجئين الفلسطينيين في لبنان” لدى جمعية مسار الذي تدعمه السفارة السويسرية في بيروت، وهو يهدف الى مناصرة إقرار حقوق الفلسطينيين في لبنان الى حين تحقيق العودة والى تعزيز تلاقي الشباب اللبناني والفلسطيني والعمل ضمن المساحات المشتركة.

تخلل الطاولة المستديرة مداخلتيْن، الاولى بعنوان “بصيص أمل” قدّمها الاستاذ مروان عبد العال، وهو روائي وسياسي فلسطيني؛ والمداخلة الثانية قدّمها الصحافي اللبناني الاستاذ عماد موسى حول نظرة اليمين اللبناني الى القضية الفلسطينية اليوم. وقام الاستاذ اديب نعمة من قِبَل لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني بتيسير اللقاء.

بدايةً، رحبّت السيدة رانيا السبع اعين، المديرة التنفيذية في جمعية مسار بالمشاركين والمشاركات وقدّمت عرضاً موجزاً عن عمل الجمعية في مجال التنمية الشبابية عامةً وفي برنامج “حقوق الإنسان للاجئين الفلسطينيين في لبنان”.
بعدها، تكلّم الاستاذ زهير هواري من ملحق “جسور” شارحاً ان الملحق يهدف الى فتح قنوات اتصال بين الشعبيْن اللبناني والفلسطيني وانه منبر يقدّم علاقة جديدة وذاكرة للمستقبل.

المداخلة الاولى، قدّمها الاستاذ مروان عبد العال

ثمّن الاستاذ عبد العال في مداخلته دور لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني في محاولة بناء ذاكرة جماعية، مركّزاً على انه لا يمكن للفرد تذكّر ما يريد ونسيان ما يريد؛ وانه من الخطأ مقاربة الموضوع الفلسطيني من زاوية قانونية او اجتماعية فقط، كون الظلم الاساسي يكمن في ان الانسان الفلسطيني مُقتلع من ارضه ويجب ان يعود اليها. كما ركّز الاستاذ عبد العال على ان نسبة الهجرة المرتفعة بين فلسطينيي المخيمات في لبنان هي نتيجة سياسات الإقصاء والحرمان من الحقوق الإنسانية التي يعاني منها الفلسطينيون في لبنان، وان التعداد السكاني (الذي قامت به لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني في العام الماضي) هو خير مؤشر على ذلك. وفي نقطة اخرى، ركّز الاستاذ عبد العال على ان إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين يؤدي الى إنهاء وكالة الاونروا وليس العكس، مما يعني ان الجهود يجب ان تنصب على اللاجئين انفسهم اولاً، لا على وكالة الاونروا. كما ركّز على اهمية الحفاظ على هوية “المخيم” كونه يرمز الى نبض اللاجئين، وعلى ضرورة التصدي لكل المحاولات التي تهدف الى ضرب المخيمات وتحويلها الى بيئة سلبية، كون ذلك يؤثّر سلباً على القضية الفلسطينية.

المداخلة الثانية، قدّمها الاستاذ عماد موسى

ركّز الاستاذ موسى في مداخلته على ان إتفاق الطائف لم يطرح حلّاً للقضية الفلسطينية، مع ان الفلسطينيين في لبنان كانوا احد أوجُه الحرب، والطائف لم يتطرّق اليهم الا في سطرٍ واحد دون ذِكرهم بالإسم “حلّ الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية”. وذكر الاستاذ موسى ان مقاربة الموضوع الفلسطيني من قِبَل اليمين اللبناني اليوم باتت مقاربة سياسية، وان الاحقاد لم تعد كما في السابق، ولكن للاسف لم يترجم ذلك سياسياً. فالدولة اللبنانية عاجزة عن المبادرة وإيجاد الحلول في امورٍ كثيرة. الدولة، مثلاً، لا تستطيع حل مشكلة أُساية (المنطقة البقاعية حيث السلاح الثقيل لفصيلٍ فلسطيني)، وهي لم تحلّ المشكلة الاجتماعية للفلسطينيين في لبنان؛ كما انها لم تصل الى اي نتيجة في مناقشة الاستراتيجية الدفاعية الوطنية (بدأ النقاش حولها في العام 2005)، والكلام عن وضع قانون انتخابي جديد بدأ في ستينيات القرن الماضي ولم يكتمل حتى يومنا هذا…

نقاش 

ابرز النقاط من قِبَل المشاركين الفلسطينيين: 
– الفلسطيني يطالب بالعيش بكرامة في لبنان، وذلك لحين إيجاد الحل لقضيته. والكرامة لا تعني حق العمل فقط، بل هي تبدأ عند الحاجز العسكري عند مدخل المخيم، حيث على الفلسطيني الإنتظار لوقت طويل للخضوع للتفتيش. 
– الفلسطيني قام بمراجعة ذاتية وإعتذر عن التجاوزات والمخالفات التي إقترفها خلال الحرب في لبنان. وهو على الحياد منذ العام 2005، وقد اثبت ذلك في عدة محطات. كما ان التنسيق الامني والعسكري هو على ما يُرام اليوم بين الطرفيْن اللبناني والفلسطيني. 
– “انا فلسطيني ولدتُ في لبنان في العام 1982. لماذا يتوجّب علي ان اتحمل تبِعات الحرب التي لم أُشارك بها. لماذا علي ان ادفع فاتورة الغير؟” 
– في مخيم برج البراجنة فقط، هنالك 63 ضحية كهرباء في السنوات الثلاث الماضية؛ نحن نطالب الدولة اللبنانية منذ سنتيْن بترانس جديد للكهرباء للمخيم ولكن دون جدوى. نحن نريد ان نلتزم بالقانون اللبناني، وان نسدد ثمن الخدمة التي نحصل عليها من الدولة اللبنانية. 
– كفلسطينيين في لبنان، نتمنى من الجهات اللبنانية كافةً تحديد موقفها منا: هل اللبناني مع فلسطين ولكنه ضد الفلسطينيين في لبنان؟ بحسب القانون اللبناني، بإمكان 10 نواب في البرلمان اللبناني التقدّم بإقتراح قانون. ولكن لم يقدّم احدٌ اي إقتراح لإقرار الحقوق الإنسانية للفلسطينيين في لبنان. 
– إن الحوار الذي تنظّمه لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني ما زال حواراً لبنانياً لبنانياً. ونحن نتمنى على اللجنة توسيع نطاقه ليُصبح لبنانياً فلسطينياً.

ابرز النقاط من قِبَل المشاركين اللبنانيين:

– لبنانياً، هنالك تفاوت بالآراء حول كافة القضايا، ومن ضمنها موضوع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. إضافةً الى ذلك، إن عملية إتخاذ القرارات في مؤسسات الدولة اللبنانية تتطلب وقتاً طويلاً، وبعدها فإن هنالك مشكلة في التنفيذ. وخير مثالٍ على ذلك هو التوصية الصادرة عن “لجنة الحوار” حيث شارك في مناقشتها وإقرارها 7 احزاب لبنانية اساسية، وتنص هذه التوصية على استفادة الفلسطينيين المسجّلين في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي من خدمات الضمان، الا انها لم تُنفَّذ حتى اليوم. 
– لبنان لديه مشاكل بنيوية في نظامه السياسي الطائفي حيث ان الطائفية تحمي الفساد والفاسدين. صحيح ان اللبناني لا يحصل على حقه في بلده، ولكنه، قانوناً، صاحب حق. اما الفلسطيني، فالقانون اللبناني يحرمه من كل الحقوق. 
– من المهم ان تُبادر الدولة اللبنانية الى إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية للمخيمات الفلسطينية في لبنان. الا ان لبنان يعاني من مشاكل كبيرة على كافة المستويات، وبالتالي اي مبادرة تجاه الفلسطينيين ستبقى محدودة النطاق. 
– مقارنة قضية اللاجئين الفلسطينيين بموضوع السوريين في لبنان هو تسخيف للقضية الفلسطينية. فالسوريين لديهم وطن يمكنهم العودة اليه متى يريدون الا ان المغريات الكثيرة تُبقيهم في لبنان. اما الفلسطيني، فهو، قانوناً، لا يستطيع العودة الى بلده ولا الذهاب الى اي بلد آخر. 
– الدولة اللبنانية تنظر الى الفلسطيني في لبنان كعبئ. وحرمان الفلسطيني من الحقوق قد يؤدّي به في نهاية المطاف الى الإرهاب، وبالتالي الى إضاعة البوصلة.

في نهاية النقاش، إتفق المشاركون على ضرورة توسيع دائرة الحوار ليكون لبنانياً- فلسطينياً بين مختلف الاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية وجعله على عدة مستويات، كما وعلى اهمية استمرار ملحق “جسور” وتضمينه مواضيع إجتماعية وشبابية، كما وعلى تنظيم طاولات مستديرة قطاعية (حول مواضيع محددة)، والاستمرار بالزيارات الميدانية التي تنظّمها جمعية مسار. 
شارك في الطاولة المستديرة 26 شاباً وشابةً من المؤسسات اللبنانية والفلسطينية التالية: مصلحة الطلاب والشباب في حزب الكتائب اللبنانية، منتدى الشباب الديمقراطي/ الحزب اللبناني الديمقراطي، الحزب السوري القومي الاجتماعي، شباب الحوار، رابطة الطلاب المسلمين، اتحاد شباب العهد/ حزب الله، مكتب الشباب والرياضة في حركة امل، اتحاد الشباب الوطني/ المؤتمر الشعبي اللبناني، جمعية نبع، جبهة التحرير العربية، جمعية الكشافة الفلسطينية، المكتب الطلابي لحركة فتح، جمعية يافا العودة، الرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين (حركة حماس)، النادي الثقافي الفلسطيني العربي، الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين (أشد)، مركز التنمية الانسانية، جمعية الغد الثقافية الاجتماعية، رابطة بيت المقدس لطلبة فلسطين (حركة الجهاد الاسلامي)، الى جانب ممثلين عن لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، جمعية مسار، السفارة السويسرية في لبنان، وسفارة دولة فلسطين في لبنان.

الكلمات: