عين الحلوة: هل انتقم المتشددون لياسين بإعدام كوتا؟

لم يمض أكثر من شهر على اغتيال الفلسطيني سيمون طه بمئة رصاصة استهدفته عن قرب في مخيم عين الحلوة، حتى هزت المخيم عملية اغتيال جديدة أدت إلى تصفية محمد كوتا (في العقد الرابع) فجر أمس.
وإذا كان اغتيال طه لا يزال لغزا حتى الآن، على الرغم من اتجاه الأنظار نحو المجموعات الإسلامية المتشددة على خلفية اتهامات له بالتعامل مع أجهزة الدولة اللبنانية، إلا أن اغتيال كوتا زاد الامور غموضا وتعقيدا، خصوصا لجهة الطريقة التي قضى فيها والتمثيل الجسدي الذي تعرض له خلال الاستجواب، قبل إطلاق النار عليه.
ووصفت مصادر فلسطينية اغتيال كوتا بـ«التصفية» بسبب التعذيب الذي وجدت آثاره على الجثة وصولا إلى تكبيل يديه إلى الخلف وإغلاق فمه وعصب عينيه بشريط لاصق بلاستيكي ثم إطلاق ثلاث رصاصات على رأسه من مسافة قريبة وإلقائه في أحد أزقة المخيم في الشارع الفوقاني.
وتوضح المصادر أن كوتا كان إسلاميا سلفيا من أنصار الشيخ الموقوف أحمد الأسير، وقد سلم نفسه قبل أكثر من سنة ونصف إلى الجيش اللبناني وقضى مدة سنة تقريبا في السجن وأنهى ملفه الأمني وخرج، مشيرة إلى أن الرجل الأربعيني كان يقيم في السابق في حي الطوارئ في عين الحلوة، إلا أنه بعد خروجه من السجن أقام في أحد الأحياء السكنية اللبنانية القريبة من المخيم، لكنه ظل يتردد على أمه وشقيقاته في مكان سكنهن في المخيم من وقت إلى آخر.
وفور شيوع خبر اغتياله ترددت معلومات في المخيم تفيد بأن مجموعة إسلامية سلفية تولت تصفيته بسبب شبهات تدور حول علاقة له بقضية اعتقال أمير «داعش» في عين الحلوة عماد ياسين التي نفذتها قوة من الكوماندوس في مخابرات الجيش اللبناني قبل أكثر من شهر.
وفي التداعيات أيضا، عقد قائد الامن الوطني الفلسطيني في لبنان صبحي ابو عرب اجتماعا مع أمير «الحركة الإسلامية المجاهدة» الشيخ جمال خطاب والناطق الإعلامي لـ «عصبة الأنصار» الشيخ ابو شريف عقل، وعدد من قادة «العصبة» في منزل القيادي فيها الشيخ ابو طارق السعدي، بمشاركة قائد القوة الامنية الفلسطينية المشتركة منير المقدح وقائد القوة الامنية في منطقة صيدا خالد الشايب والمقدم سعيد علاء الدين.
وأكد ابو عرب «ان هذا النوع من القتل ليس إلا عملا إرهابيا يهدف إلى توتير الأجواء في المخيم وإثارة الفتن». وأشار إلى «أنه يجري مراجعة كاميرات المراقبة الموجودة في المنطقة لمعرفة تفاصيل الجريمة بإشراف عناصر القوة الامنية المشتركة الذين باشروا التحقيقات لمعرفة الجناة».
وأكد بيان مشترك صدر عن المجتمعين «ضرورة تفعيل القوة الامنية الفلسطينية المشتركة وتطوير دورها وأدائها»، مشددا على «أن القوة الأمنية حاجة فلسطينية ملحة، ودورها فاعل في تثبيت الأمن والاستقرار في المخيمات الفلسطينية».
 

الكلمات: