مؤتمر الاعلان عن النتائج الرئيسية للتعداد العام للسكان والمساكن في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان 2017

أُطلقت اليوم من السراي الكبير النتائج الرئيسية للتعداد العام للسكان والمساكن في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان في مؤتمر رسمي برعاية وحضور رئيس الحكومة سعد الحريري الى جانب وزراء ونواب وسفراء ودبلوماسيين وقيادات سياسية لبنانية وفلسطينية ورؤساء منظمات أممية وممثلين عن المؤسسات العسكرية وحشد من الباحثين والاعلاميين كما شارك ممثلون عن المجتمع المدني الفلسطيني واللبناني. 
 
يعتبر هذا التعداد بمثابة أول تعداد يتم بقرارٍ رسمي لبناني – فلسطيني للاجئين الفلسطينيين في لبنان منذ استضافة لبنان لهم قبل 70 عاما، والذي تم تنفيذه خلال العام 2017 عبر شراكة بين ادارة الاحصاء المركزي اللبناني والجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني تحت مظلة لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني في فترة لم تتجاوز السنة بالإعتماد على أحدث التقنيات الالكترونية.
 
 تحدث الرئيس الحريري في الحفل فقال مع انجاز هذا التعداد” اصبح عدد اللاجئين الفلسطينيين واضحا اليوم، ، قال الرئيس   الحريري في كلمته في حفل اطلاق النتائج الرئيسية للتعداد، وهو 174.422 الفا، هذا هو الرقم الحقيقي وعلينا واجبات يجب القيام بها كدولة ضمن اطار المؤسسات وتحت سقف الحوار والتفاهم، واهم شيء ان نستمر بالحديث مع بعضنا البعض .” اضاف  كان البعض يتحدث عن رقم 500 الف او 600 الف او 400 الف، كان هناك كلاما عن عدد اللاجئين الفلسطينيين في البلد وتهويلا على بعضنا البعض، وكنا نسمع ارقاما قياسية تستعمل في السياسة والتجاذبات، ولكن  لجنة الحوار وضعت الامور في نصابها والحكومة اطلقت الاحصاء، والحمد الله اصبح اليوم لدينا نتائج موفقة. ” 
 
واشار الحريري الى الأزمة االمالية لتي واجهتها الأونروا تهدد برامجها، تنعكس مباشرة وسلبياً على المتطلبات الأساسية للاجئين الفلسطينيين في لبنان”. وطالب “الدول المانحة أن تزيد مساهماتها ودعمها لتمكين الأونروا من القيام بالتزاماتها وتأمين حاجات اللاجئين وضمان حل عادل لقضيتهم حسب قرارات الشرعية الدولية.”
 
واكد اخيرا ً “إن التضامن مع الشعب الفلسطيني واجب أخلاقي وإنساني، قبل أن يكون واجبا قوميا ووطنيا. وان لبنان لن يتخل عن التزامه القومي والإنساني بحق عودة الشعب الفلسطيني إلى دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس. وواجباتنا تجاه أخواننا الفلسطينيين المقيمين على أراضينا مسألة يجب أن تتحرر من التجاذبات، ولا تتحول إلى نقطة خلاف، لا بين اللبنانيين ولا بيننا وبين الفلسطينيين. لبنان لم ولن يتهرب من واجباته التي يجب أن تكون واضحة وضوح الشمس. ليس هناك أي التباس أو أية نافذة يمكن أن تفتح، لا على التوطين ولا على أي إجراء يناقض حق العودة أو ينزع عن اللاجئين هويتهم، هوية فلسطين.”
 
واعتبر رئيس اللجنة د. حسن منيمنة في كلمته ” ان من اهم الدلالات التي بينها  التعداد والتي ستوجه مسار العلاقات اللبنانية الفلسطينية مستقبلاً  تبيان إمكانية تجاوز وكسر الكثير من المحرمات التي طالما سادت في البلد ، وهي عملية ممكنة من خلال الحوار الحقيقي والمسؤول بين الأطراف اللبنانية – اللبنانية واللبنانية الفلسطينية .
 
وقال ان” الأرقام التي توصل إليها التعداد تؤكد مدى الحاجة إلى إعتماد مسألة الإحصاءات الدقيقة في مختلف الملفات لما تظهره من قضايا وحقائق دون أي مبالغة أو تقليل”، مشيرا الى “ان قاعدة البيانات ستسمح للباحثين وللمؤسسات والمنظمات الدولية الإستفادة من الأرقام والخلاصات فيها لإعتماد برامج تساعد في معالجة ملائمة لأوضاع اللاجئين الفلسطينيين.”
 
هذا التعداد الذي استند تنفيذه الى قرار من مجلس الوزراء اللبناني بتاريخ 25/8/2016  تبعه توقيع مذكرة تفاهم بين الحكومتين اللبنانية والفلسطينية تاريخ 19/10/2016 ، شكل كما قالت د. علا عوض رئيسة الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني الذي شارك في تنفيذ التعداد الى جانب إدارة الاحصاء المركزي ” تجسيداً للتعاون والشراكة الحقيقية اللبنانية الفلسطينية” .وتمنت “أن تشكل نتائجه فرصةً حقيقيةً لتغيير الواقع الذي يعيشه اللاجئون الفلسطينيون في لبنان على كافة الأصعدة والمجالات، ولوضع المجتمع الدولي في صورة معاناتهم المستندة الى الحقائق والأرقام التي نتجت عن هذا التعداد، وكذلك الآثار التي لحقت بهم نتاج سياسات الاحتلال الإسرائيلي تجاه أبناء شعبنا الفلسطيني في كل مكان”، مؤكدة “ان الوجود الفلسطيني في لبنان وغيرها من الدول العربية الشقيقة ما هو إلا وجود مؤقت، الى حين تقرير مصيرهم وعودتهم الى ديارهم.”
 
انخرط في تنفيذ التعداد نحو 1000  من الشباب اللبنانين والفلسطينين وتم تنفيذه ميدانيا      كما قالت مدير عام ادارة الاحصاء المركزي اللبناني د. مرال توتليان غيدانيان “، من خلال اعتماد نظام معلوماتي متطور تمثل باستخدام الاجهزة اللوحية لتعبئة البيانات بدلاً من الاستمارات الورقية المعتادة، كما  تم التحقق من استكمال هذه البيانات وصحتها من خلال ربط الإستمارة بالموقع الجغرافي للوحدات السكنية واستعمال احدث نظم المعلوماتية الجغرافية (GIS) بالاضافة الى نظام اتصالات متطور مرتبط بنظام (GPS) ما شكّل نقلة نوعية في العمل الاحصائي المستقبلي في إدارة الاحصاء المركزي من حيث التأثير المباشر على الجودة الكليّة للمشروع، والجدول الزمني، والنتائج المتوقعة.”
 
عدد اللاجئين وأبرز النتائج 
 
بعد شرح للمنهجية والتقنيات المستخدمة في عملية التنفيذ التعداد بكل مراحله وتوضيح نسب عدم التجاوب ونقص الشمول التي بلغت %5.6، أعلنت مدير عام ادارة الاحصاء المركزي اللبناني د. توتليان غيدانيان النتائج الرئيسية للتعداد. وقالت “أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات والتجمعات بلغ 174.422 فرداً خلال عام 2017 يعيشون في 12 مخيماً و156 تجمعاً فلسطينياً في المحافظات الخمس في لبنان. كما أظهرت نتائج التعداد أن حوالي % 45 من اللاجئين الفلسطينيين يقيمون في المخيمات مقارنة مع %55 منهم يعيشون في التجمعات الفلسطينية والمناطق المحاذية. مع تركّز في منطقة صيدا بواقع %35.8 تليها منطقة الشمال بواقع %25.1 بينما بلغت نسبتهم في منطقة صور %14.7  ثم في بيروت بواقع %13.4 ، كما بلغت النسبة في الشوف %7.1 ثم منطقة البقاع بواقع %4. 
 
كما أظهرت النتائج أن هناك تغيّراً في التركيبة الديموغرافية للسكان في المخيمات، حيث يزيد عدد غير الفلسطينيين على عدد اللاجئين الفلسطينيين في بعض المخيمات. في مخيم  شاتيلا هناك نسبة  من النازحين السوريين مقارنة مع %29.7  من اللاجئين الفلسطينيين. كما بلغت نسبة النازحين في مخيم برج البراجنة %47.9 مقارنة مع %44.8 من اللاجئين الفلسطينيين. وفي مخيم مار الياس تبين أنه يوجد %39 نازحين سوريين وفي البداوي %34.4. 
 
وبيّنت النتائج ان الفلسطينيين في المخيمات يشكلون نسبة حوالي %72.8 منهم %65.4 من اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان و%7.4 من النازحين الفلسطينيين من سوريا وأن حوالي%4.9 من اللاجئين الفلسطينيين يملكون جنسية غير الجنسية الفلسطينية.
 
واشارت النتائج أن نسبة الامية بين اللاجئين الفلسطينيين بلغت %7.2،وبلغ حجم القوة العاملة بين اللاجئين الفلسطينيين 51,393 فرداً، ووصول نسبة البطالة بينهم الى%18.4 كما اشارت النتائج الى أن نسبة البطالة بين الأفراد في الفئة العمرية ١٥-١٩ سنة هي %43.7 وبين الفئة ٢٠-٢٩ سنة %28.5. 
 
وأشارت البيانات الى أن عدد الاسر الفلسطينية في المخيمات والتجمعات قد بلغ ,14752 أسرة منهم %7.2 لفلسطينيين متزوجين من لبنانيات و %2.4  للبنانيين متزوجين من فلسطينيات.

الكلمات: