ماذا يحمل 15 تشرين الأول للفلسطينيين؟
في لقاء جمع قوى سياسية فلسطينية والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم قبل أيام، أبلغ إبراهيم المعنيين عن بدء التحضيرات من أجل إصدار وثائق سفر بيومترية خاصة باللاجئين الفلسطينيين المسجلين في لبنان، أزرق اللون، على أن يبدأ صدورها في 15 تشرين الأول المقبل.
وثائق غير موثوقة
تحمل الفلسطينيون في لبنان على مدى عقود عناء الإجراءات المعقدة في العديد من مطارات العالم، بسبب منحهم وثيقة سفر خاصة بهم تكتب بخط اليد وغير موثوقة. وهذه الوثيقة التي أستبدلت في منتصف السبعينات بأخرى غلافها بني ومتين تجنباً للتلف الذي كان يصيبها، بقيت تكتب بخط اليد.
وطوال تلك الفترة، لم تتبدل ملامح هذه الوثيقة، إلى أن أعلنت منظمة الطيران المدني (إيكاو) في 24 تشرين الثاني 2015، عن وقف العمل بوثائق السفر اليدوية (أي المكتوبة بخط اليد) وغير المقروءة إلكترونياً. ما حث الأمن العام اللبناني على إصدار وثيقة سفر جديدة (ديجيتال)، لا تختلف عن الوثيقة السابقة سوى في أنها أرفقت بورقة إضافية تتضمن المعلومات الشخصية فيها ويمكن قراءتها إلكترونياً، وذلك في أواخر نيسان 2016، وهي مازالت سارية المفعول.
لكن هذه الوثيقة تعرضت للعديد من الإنتقادات وقد امتنع كثيرون عن تحصيلها، إذ إنها لا ترقى في نظر البعض إلى مرتبة جواز سفر لعدم إستيفائها المعايير الدولية. واعترض آخرون على كلفة إنجازها، في الوقت الذي باتت معظم جوازات السفر في العالم من النوع البيومتري.
وفي الواقع، يؤكد حقوقيون أن هذا النموذج، رغم تحديثه، مازال غير مطابق للمعايير الدولية. وهو يتساوى مع الوثائق السابقة من حيث كلفة الرسوم، على عكس ما تم الترويج عن كلفته الباهظة، وهي 60 ألف عن وثيقة سفر لفترة سنة و180 ألفاً عن فترة 3 سنوات، وهي تتساوى مع رسوم جواز السفر اللبناني.
تطمين الفلسطينيين
تؤكد مصادر مطلعة أن مطالبة القوى السياسية الفلسطينية الدائمة بتحويل وثائق السفر الخاصة بهم إلى جوازات سفر مقبولة دولياً، رُفِضَتْ طوال السنوات الماضية بحجة كلفته المرتفعة، كونه يطبع في فرنسا وليس في لبنان، إلى أن أعلنت إيكاو رفضها الوثائق غير المقروءة إلكترونياً، بالتزامن مع بدء الأمن العام اللبناني بإصدار النموذج البيومتري للبنانيين، فباتت الجوازات حاجة ملحة للفلسطينيين.
ويعد النموذج البيومتري، وفق حقوقيين، إذا ما إلتزم الأمن العام بالبدء بالعمل به بمثابة تطمين للاجئين الفلسطينيين، في لبنان والخارج، حيث بات البيومتري حاجة ملحة، خصوصاً للذين يعيشون في بلاد الإغتراب، إذ إن بعض شركات الطيران تتحفظ على وثائق السفر الفلسطينية المعتمدة حالياً.
وفق الإحصاءات الأخيرة، والتي تتضارب في ما بينها، يقارب عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين رسمياً في لبنان 470 ألف لاجئ، 280 ألفاً منهم مقيمون. ويحمل نحو 35 ألفاً منهم وثائق سفر. فهل ستكون غير صالحة قريباً؟