تفاصيل الاخبار

ما هو الوضع الأمني للمخيّمات الفلسطينيّة اليوم؟

منذ اندلاع الأزمة السورية يحاول الفلسطينيّون في لبنان إبعاد أنفسهم عنها على رغم كلّ الأحداث الاستفزازية التي حصلت، من إحراق مخيّم اليرموك وهو أكبر المخيّمات في دمشق، إلى اعتماد الفصائل الفلسطينيّة في هذه المخيّمات «السياسة الاستفزازية» بحقّ بعضها البعض.فعلى الصعيد الأمني تعيش الفصائل الفلسطينية في المخيّمات راهناً حالة الاستنفار والجهوزية العسكريّة التامة، فالداعمة منها لنظام الرئيس السوري بشّار الأسد (الصاعقة وفتح الانتفاضة، القيادة العامة)، تنشر صوَراً فوتوغرافيّة وكاريكاتورية وتكتب عبارات تأييد للأسد على الجدران، الأمر الذي يشكّل حساسيّة كبيرة للفصائل التي تنتظر سقوط الأسد “على أحرّ من الجمر”.

وفي المعلومات أنّ دولاً أوروبّية وعربيّة، ومنذ بدء الأزمة السورية، سعت الى فتح الباب لتزويد الفلسطينيين في مخيّمات لبنان أسلحة ثقيلة وخفيفة (رشّاشات الكلاشنيكوف، قذائف الـ”ار بي جي”، مدافع مضادة للطائرات من عيار 24.5، قذائف مضادة للدروع، بنادق، أسلحة رشاشة).

وكلّ المخيّمات الفلسطينيّة هي اليوم تحت مراقبة وسيطرة الأجهزة الأمنيّة وفي طليعتها الجيش اللبناني الذي يرصد ويتابع تحسّباً لأيّ حدث دراماتيكي جديد في ظلّ وجود الأسلحة الرشّاشة والقنابل اليدوية لدى الفصائل الفلسطينيّة، وفي ظلّ انزعاج جزء من أبناء المخيّمات من قدوم عناصر من “الجبهة الشعبية ـ القيادة العامّة” من مخيّم اليرموك إلى مخيّم برج البراجنة.

ويروي مصدر أمنيّ أنّه بعد تطوّر الاحداث في سوريا ونجاح المعارضة المسلّحة في السيطرة على مخيّم اليرموك ثمّ انسحاب عناصر “القيادة العامة” منه، توجّه عدد كبير منهم الى مخيّمات لبنان، وتحديداً إلى مخيّمي البداوي في الشمال وبرج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث يوجد سجن مركزيّ للمعتقلين التابعين للّجنة الأمنيّة الموكلة تسليمهم الى الدولة اللبنانيّة، وحيث تفرض “القيادة العامة” سيطرتها.

هذه الحادثة أثارت نقمة عارمة داخل مخيّم برج البراجنة على “القيادة العامة” في اعتبار أنّها المسؤول الأوّل عن زجّ “مخيّم اليرموك” في النزاع السوري القائم، ولهذا السبب تسعى إلى خلق حالة “تمرّد شعبي” داخل المخيّم” ضدّ الجبهة، الأمر الذي جعلها تستشعر بالخطر وتعمد إلى زيادة عدد حرّاسها في مراكزها وبنحو ملحوظ.

ويقول المصدر الأمني نفسه إنّ معظم الفصائل التابعة لحركات “فتح” و”حماس” و”الجهاد الإسلامي” و”منظمة التحرير” باستثناء “الجبهة الشعبية – القيادة العامة” بزعامة أحمد جبريل و”فتح الانتفاضة” بقيادة أبو موسى، “اتّفقت على المشاركة في “الثورة الشعبية ضدّ نظام الأسد عن طريق إرسال مئات المقاتلين الفلسطينيين من لبنان الى دمشق وريفها خصوصاً، حيث الاستعدادات السرّية لـ”الجيش الحر” والمقاومة الثورية قائمة على قدم وساق لاجتياحها وتدمير المواقع العسكرية والأمنية تمهيداً للقضاء على النظام”.

وفي ظلّ حال الاحتقان التي يشهدها الداخل اللبناني امتداداً للمواجهات الدموية في سوريا، من المتوقع أن تشهد المخيّمات الفلسطينية في لبنان تطوّراً عسكريّاً ودراماتيكيّا بين الفصائل الفلسطينيّة، بحيث إنّ هناك نقمة عارمة تعبّر عن حالة غليان فلسطيني – سنّي انتقاماً لما تعرّضت له المخيّمات في الثمانينات، وتحديداً تجاه حركة “أمل”، أو ما عُرف بحرب المخيّمات في بيروت، التي قضت على مخيّمات صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة، ومن أجل ذلك تستعدّ القيادات الفلسطينية ميدانيّا وعسكريّاً، تحسّباً لأيّ مواجهة، سواءٌ في ما بينها، أو مع “حزب اللّه” أو “حركة أمل”.

ويتخوّف المصدر الأمني عينه من “حال التمرّد القائمة داخل الخيّمات، على رغم الجوّ المُشاع عن أن ليس هناك نيّة لإقحام الفلسطينيين بنيران الأزمة السورية، ولكن يبدو أنّ هناك تيّاراً يستعدّ لـ”ساعة الصفر” على قاعدة منع النظام السوري من أيّ انتقام ضدّ الفلسطينيين الداعين إلى إسقاطه.

الكلمات: , , , , , , , , , , ,