مخيم البداوي: مخاوف من العبث بالأمن

البداوي يتجاوز خضّة أمنية ، «كي لا ننسى صبرا وشاتيلا»: يوم بيروتي طويل
عين الحلوة: القوة الأمنية تقرّر الحسم والمواجهة
مخيمات الصيف لطلّاب غزّة: حزبية بامتياز!
فلسطينو البقاع ومخيمات سوريا : التعليم يوازي الحق في الحياة
لم يسبق لمخيم البداوي ان واجه تحديات امنية على غرار ما شهده خلال الاسبوع المنصرم إثر الانتشار الكثيف الذي نفذه الجيش اللبناني حوله، على خلفية وجود بعض المطلوبين في أحيائه، الأمر الذي أدى الى توتر عام كاد أن ينفجر بعد صلاة ظهر الجمعة.
وإذا كان هذا التوتر يتراجع تدريجيا على وقع  مروحة الاتصالات والاجراءات الميدانية التي اتخذتها الفصائل الفلسطينية وبعض العقلاء، وأثمرت عن ضغط على بعض المطلوبين لتسليم انفسهم، فان ملف المطلوبين لا يزال مفتوحا بانتظار تسليم سائر المطلوبين في إشكال مدينة الملاهي، فضلا عن مطلوب من آل الخطيب بتهمة قتالة الى جانب المعارضة السورية.
لا يختلف إثنان على أن مخيم البداوي يتميز بعلاقة تعاون وتنسيق مع الأجهزة الأمنية اللبنانية، وتحديدا بعد أحداث مخيم البارد بين تنظيم “فتح الاسلام” والجيش، وخلال جولات العنف التي شهدتها طرابلس انطلاقا من موقعه ضمن المثلث الامني الخطر، القبة، المنكوبين وجبل محسن، لذلك شكلت التدابير الاستثنائية الأخيرة عنصر مفاجأة لأهالي المخيم الذين إعترضوا على هذا الاسلوب، تخوفا منهم من إمكانية حصول أي طارئ أو دخول أي مندس على خط التوتر يؤدي بالمخيم الى ما لا تحمد عقباه، خصوصا أن المخيم يضم أكثر اربعين الف نسمة نصفهم من النازحين الفلسطينيين من البارد ومخيمات سوريا فضلا عن نازحين سوريين ومواطنين لبنانيين.
وكانت الاتصالات نجحت في الضغط على شخصين من المتورطين بالقاء قنبلة في مدينة الملاهي على تخوم المخيم، وذلك عن طريق وسيط لبناني، وتم الاتفاق على تسليم الشخص الثالث بعد تعافيه من اصابته في الاشكال، في حين يبقى ملف الخطيب عالقا بانتظار معالجته، حيث اكدت المعلومات ان كثيرا من المساعي تبذل من قبل شخصيات لبنانية لايجاد مخرج مشابه للمطلوبين الاخرين يكون بتسليم الخطيب نفسه.
هذه الخطوات ساهمت في تبريد الاجواء نسبيا في المخيم خصوصا بعد تخفيف الجيش لاجراءاته، لكنها لم تبدد مخاوف ابناء المخيم بكل مكوناته من امكانية العبث بامن المخيم من خلال جره للاصطدام مع الجيش، وهذا ما جعل الاجتماعات التي تعقدها الفصائل مفتوحة ان كان في المخيم او خارجه مع قيادات امنية لبنانية، بهدف ازالة كل ما من شانه توتير الاجواء، فضلا عن اتخاذ اجراءات عملانية تمثلت باقامة حاجز جديد للقوى الامنية الفلسطينية على مقربة من احد حواجز المخيم بهدف منع اي تحرك شعبي من الاقتراب من المدخل الرئيسي حيث ينتشر الجيش على بعد امتار.
واشارت معلومات لـ”السفير” الى ان الفصائل اتخذت قرارا بمنع اي تحرك شعبي في المخيم، خصوصا بعدما توالت الدعوات على مواقع التوصل الاجتماعي للخروج بتظاهرة يوم امس، وبالتزامن اصدرت عائلة الخطيب بيانا دعت فيه الى التهدئة واكدت حرصها على سلامة المخيم وامنه، مشيرة الى أن قضية إبنها في طريقها الى الحل.
 

الكلمات: