منيمنة في اطلاق ملف حول حقوق الإنسان الفلسطيني

ألقى رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الوزير السابق الدكتور حسن منيمنة كلمة في حفل اطلاق جمعية “مسار” ملفها عن ” حقوق الإنسان للاجئين الفلسطينيين في لبنان” الذي جرى في فندق كراون بلازا أمس الخميس الموافق في 28 تموز بحضور السفيرين السويسري فرنسوا باراس والفلسطيني أشرف دبور ورئيس الجمعية كمال شيا، وحشد من ممثلي الجمعيات المدنية اللبنانية والفلسطينية والمنظمات الدولية. وتحدث خلاله كل من باراس ودبور وشيا كما عرض فيلم تسجيلي قصير وجرت مناقشات حول سبل تحويل النص الى وقائع.

وأبرز ما جاء في كلمة منيمنة: نتحدث معا عن أهمية الحقوق للاجئين الفلسطينيين، ويحضرني اليوم ما يُدبر لمخيم عين الحلوة من سيناريوهات تنتشر في أجهزة الاعلام على نحو شبه يومي .

 

سيناريوهات تستحضر المخيم كبؤرة أمنية ومصدر خطر وتهديد للاستقرار اللبناني. حتى أن البعض ذهب الى وصفه بأنه عرسال جديدة في الداخل اللبناني . هؤلاء يتجاهلون الطبيعة الحقيقية للمخيم كمؤئل بشري يحتضن بين أحيائه حوالي مائة ألف لاجئ مشرد عن أرضه منذ قرابة السبعين عاما ، أضيف اليهم مؤخرا نازحون من مخيمات سوريا . أيضا هناك من يحاول وصم الشباب الفلسطيني فيه بأنهم ينتسبون وينضوون تحت لواء الجماعات المتطرفة . لقد أكدنا مرار وتكرارا أن مواجهة التطرف لا تكون الا عبر الشروع في بناء غد أفضل للمعذبين فيه بديلا عن غياب الامل و اليأس المقيم .

 

وأضاف : إننا في لجنة الحوار مقتنعون تماما بأن المعالجة الجذرية يجب أن تكون سياسية وتنموية، يدخل فيها الأمن كعامل مساعد لكنه لا يختصرها . إن تنمية المجتمع الفلسطيني عموما والشباب منه على الأخص، هو الاسلوب الأمثل لمواجهة محاولات وصم المخيم بأنه بؤرة للإرهاب. وهو ما نرى أنه يحافظ على الصفة الأساسية له كونه موطنا للصمود في وجه الاحتلال الصهيوني لفلسطين من جهة، ومستقرا أمام عمليات التبديد والتشتيت .  ولبلوغ مثل هذه الغاية نحتاج الى جهد لبناني فلسطيني سياسي – شعبي – اعلامي يؤكد أن المخيم الفلسطيني لم يكن، ولن يكون خنجرا في خاصرة أبنائه ومحيطه، أو خاصرة لبنان . نحن متأكدون أن لا أحد في المخيم وفي لبنان ويملك ذرة من الوطنية والانسانية يطمح الى استعادة تجربة مخيم نهر البارد التي ما نزال نسعى سويا ومع كل شركائنا من أجل تجاوزها، وعودة أبناء المخيم الى بيوتهم معززين مكرمين . أثق أيها الأخوة أننا واياكم نرفض دفع الثمن مرتين فقد تعلمنا الدرس جيدا ويجب أن يظل ذلك في ذاكرتنا مشعلا  يضيئ ممارستنا اليومية .

 

وأضاف: أردت من هذه الإشارة الرد على ما يشاع وينشر واضعا الامور في نصابها . وعليه أثمن مبادرة جمعية “مسار” والقائمين عليها كونها جمعية لبنانية تنضوي في اطار الحراك المدني الداعي الى إعطاء اللاجئين الفلسطينيين حقوقهم المدنية بعد هذه السنوات الطويلة من حرمانهم منها .

وأكد ختاما تأييده لكل جهد من أجل مناصرة الحقوق أو ضمن مسار العمل على تعديل القوانين المجحفة، وهو ما نراه يتفاعل ويتكامل مع الدور الذي تلعبه لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني التي تعمل على أن تكون البوتقة التي ترعى المبادرات الخلاقة سواء صدرت عن جمعيات لبنانية أو فلسطينية . ويظل طموحنا الفعلي هو أن نتوصل الى تغيير السياسات العامة في لبنان وإقامة شراكة حقيقية تتوزع فيها الادوار وتتكامل بين الشعبين والمجتمعين، وأن يتطور هذا التوجه نحو الآفاق السياسية بما يفتح على بناء ذاكرة مشتركة تستفيد من دروس الماضي لتبني مداميك مستقبل قائم على الحوار والعمل والعلم واعتماد قيم الانسان وحقوقه الطبيعية في المجالات كافة.

الكلمات: