منيمنة في ذكرى يوم النكبة الفلسطينية

 

دعا رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الدكتور حسن منيمنة لمناسبة ذكرى يوم النكبة ال68 الى مساندة الشعب الفلسطيني في الوصول الى حقوقه الوطنية المشروعة كاملة بما تتضمنه من إقامة دولته كاملة السيادة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس . 
وقال الوزير منيمنة في تصريح أدلى به للمناسبة  : إن نضال الشعب الفسطيني في سبيل نيل استقلاله وسيادته على أرضه ومواجهة أشكال الاقتلاع والتطهير لم يتوقف منذ ما قبل النكبة الى اليوم . وهو نضال بحاجة ماسة اليوم وأكثر من أي وقت مضى الى الدعم والاحتضان ، ليس فقط من أجل العدالة والحرية لفلسطين وشعبها ، بل أيضا من أجل وحدة وتنوع واستقرار الشعوب العربية وكياناتها بكليتها. 
ورأى منيمنة أن التمزق الذي يعيشه عالمنا العربي والاسلامي في هذا المفصل أحد عناصره الجوهرية هو التخلي عن مد يد العون للشعب الفلسطيني، وانكفاء الدواخل العربية على ذواتها والغرق في صراعاتها، وتغليب كل ما هو فئوي وجهوي ومناطقي على المشترك ، بما هو الوحدات الوطنية والعمل من أجل التقدم والحرية والمساهمة في النضال من أجل دحر المشروع الصهيوني الذي هو الأصل في سيادة هذه المناخات التكفيرية التقسيمية التدميرية على عموم المساحة العربية . وأكد منيمنة أن الدفاع عن فلسطين وعروبتها وكرامة شعبها هو دفاع عن لبنان وسوريا والاردن والعراق ومصر . واعتبر منيمنة في تصريحه أن الشعوب العربية إما أن تقارع العدوان الذي يستهدف كل الاراضي العربية، أو تسقط في مستنقع دوامة من العنف المدمر كالذي تعاني منه الآن ، ما يفكك كياناتها ومجتمعاتها و دولها ويبيد مؤسساتها السياسة ووحداتها المجتمعية المتحققة عبر الجهد المبذول طوال مئات من السنين وأجيال الآباء والاجداد . 
 أن القاصي والداني يعرف أن مشاريع تقسيم المنطقة الى كيانات ودويلات طائفية هشة هو حلم صهيوني قديم باعتباره التبرير الاكمل لقيام دولة يهودية على أرض فلسطين، حيث تعايشت الديانات التوحيدية الثلاث في أمان وحريات كاملة، مع استثناءات هي التي ترافقت مع الغزوات الغربية خلال الحروب الصليبية أو ما تلاها . ووصف منيمنة تفكك دول وشعوب المنطقة الى مجموعة من الطوائف والمذاهب والإثنيات من شأنه أن يقدم  الضمانة لتحول اسرائيل الى دولة مهيمنة على هذه الدويلات، ومصدر تبرير لسياسات التهويد التي تعتمد في فلسطين، والتي تهدد الوجودين المسيحي والاسلامي على أرض فلسطين، بدليل ما تتعرض له أماكن العبادة لهما من تعديات يومية وما يعانيه أبناؤهما من إعدامات ميدانية وحملات اعتقال وتضييق وحصار يدفع بالكثيرين منهم الى الرحيل عن أرضهم وديارهم ووطنهم الى دول الاغتراب . 
 

وقال الوزير منيمنة : إن استمرار حملات التشريد والتهجير للفلسطينيين أيا كانت معتقداتهم هو أحد الثوابت في السياسات الصهيونية لا فرق في ذلك بين صقور وحمائم . إن سياسة الطرد والترانسفير التي طالتفي العام 1948 حوالي  800 ألف  مهجر وتدمير ما لا يقل عن  531 قرية ومدينة كما جاء في دراسات جهاز الاحصاء المركزي الفلسطيني. وارتكابأكثرمن 70 مذبحةومجزرةفيحقالفلسطينيين واستشهادمايزيدعلى 15 ألففلسطيني خلال فترة النكبة،وطرد السكان نحو الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان وسوريا والاردن و.. . حتىأن حوالى 28.7 في المئةمن اللاجئين يعيشون في 58 مخيماً،تتوزع بواقع عشرة مخيمات في الأردن وتسعة في سورية و12 في لبنان و19 في الضفةالغربية وثمانية في قطاع غزة، هذا عدا الذين قصدوا الدول البعيدة في هجرات متلاحقة … كل هذا هو جزء مما تعرض له الشعب الفلسطيني وباقي الشعوب العربية وفي المقدم منها لبنان، الذي تعرض الى العديد من عمليات الاجتياح والغزوات والحروب التي أدت الى سقوط عشرات الألوف من أبنائه ودمار أجزاء واسعة منه . ولعل احتلال العاصمة والمقاومة الضارية التي أبداها اللبنانيون على مختلف طوائفهم والتي واجهت الغزو في كل من بيروت والجبل والبقاع والجنوب تؤكد أن الشعب اللبناني يدرك مليا طابع الخطر الذي يستهدفه وطنه في وحدته وإزدهاره من هذا الكيان العدواني . 
وفي ما دعا منيمنة اللبنانيين على مختلف انتماءاتهم الى الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني في محنته المستمرة منذ عشرات العقود ، خصوصا وأنه يواجه التشريد المتجدد في فلسطين التاريخية وكذلك في سوريا والعراق خصوصا ، رأى إن الفلسطينيين مطالبون بدورهم في تغليب خيار وحدتهم على المناخات الانقسامية والفئوية التي يدفعون الثمن الأفدح لها ، كما حث الدول والجامعة العربية على إعتماد سياسة محددة لها مضامينها السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية في مساندة الشعب الفلسطيني ومؤسساته الشرعية والشعبية والمدنية من أجل قيامالدولةالفلسطينيةوتكريس صمود أبناء فلسطين على أرض وطنهم السيد الحر المستقل .
 

الكلمات: , , , , , , , , , , ,