تفاصيل الاخبار
منيمنة ممثلا الحريري في مؤتمر الشباب الفلسطيني: لا مجال للتوطين… ولبنان لن يتهرَّب من واجباته
وتتخلل المؤتمر الذي يستمر يومين، سبع جلسات عمل تتمحور حول إشراك الشباب الفلسطيني في القرار والمبادرة إلى تعزيز مبادراتهم ووعيهم ومهاراتهم وتحسين أوضاعهم المعيشية والحياتية، وبالتالي محيطهم في المخيمات والتجمعات. ويناقش المشاركون استراتيجية النهوض بالشباب الفلسطيني في لبنان نحو مشاركة فعالة التي تم وضعها من قبل لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني بعد الجلسات والحوارات التي خاضها فريق العمل المعني مع مجموعات شبابية في جميع المخيمات والتجمعات الفلسطينية، ومع سائر الأطراف المعنية بالعمل الشبابي.
أما الوكالة الالمانية فتشرف على تنفيذ المشروع الاقليمي “تيسير المشاركة الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين في الاراضي الفلسطينية ولبنان والاردن”، الممول من الاتحاد الاوروبي بالتعاون مع الاونروا ولجنة الحوار اللبناني الفلسطيني.
حضر الافتتاح سفير المانيا جورج بيرجيلين، سفير السويد يورغن ليندستروم، رئيس المجلس الاعلى الفلسطيني للشباب والرياضة في لبنان خالد عبادي ممثلا سفير دولة فلسطين أشرف دبور، رئيس قسم مفوضية الاتحاد الاوروبي في لبنان روبرت كرينفيل، مدير شؤون “اونروا” في لبنان كلاوديو كوردونة، رئيسة برنامج GIZ الوكالة الألمانية للتنمية في لبنان كريستيانة غاتينز، أمين عام منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي ابو العردات.
بيرجيلين
ونوه السفير الالماني بالتعاون بين (GIZ) والاونروا ولجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني والاتحاد الاوروبي”. ولفت الى اوضاع الشباب الفلسطيني، معتبرا “ان الانماء لا يمكن ان يكون الا بادماج واشراك الشباب في هذه العملية وفي صنع القرار”، مشيرا الى ان “أصغر نائب في مجلس النواب الالماني يبلغ من العمر اليوم 26 عاما”. وأكد “ان الشباب شركاء اساسيون وجزء من الحل وليسوا جزءا من المشكلة”.
كرينفيل
ثم عرض كرينفيل للمشروع، مشيرا الى انه يتيح الفرصة للشباب للمشاركة في بناء السلام ورفع مستوى الوعي”. وقال: “خلاصة مشروعنا يهدف الى تشجيع الشباب الفلسطيني على العمل في الهيئات الناظمة في بيئتهم”. وشدد على “ضرورة الاسراع في إشراك الشباب في القرار لتحسين أوضاعهم في المستقبل، فالشباب لديهم الكثير ليقدموه لنا ولمجتمعاتهم”. ولفت الى التحديات التي يواجهها هؤلاء الشباب، “لذلك علينا ان نفكر كيف ندمجهم ونستمع اليهم ونتعلم منهم، فبامكان الشباب تلمس اختيارات جديدة لمشكلات قديمة”.
غايتغنز
اما رئيسة برنامج (GIZ) غايتغنز، فأشارت الى “ان الشباب الفلسطيني يعاني مشكلات في لبنان وغيره من الدول العربية”، مشددة على “أهمية التغيير والذي هو على عاتق الشباب”. ودعت الى ترك مساحات لهم في مجتمعاتنا من خلال جدول اعمال في الساحة السياسية الاوسع”. ورأت “ان الوضع صعب للغاية”، آملة ان “تأتي هذه الانشطة بنتائج ايجابية”.
وتحدث عماد الحاج عن جمعية “أتراب” عن معاناة الشباب الفلسطيني، مؤكدا “انهم مستمرون في التحدي في المدارس والجامعات، رغم حرمانهم من فرص العمل في لبنان، وان قلة الدعم لن تمنعهم من نشر ابداعاتهم”، لافتا الى “الجانب الامني في المخيمات، والضغوطات التي يتعرض لها الشباب الفلسطيني للهجرة”. وعرض لمشروع “أتراب” الشبابي في الوسط الفلسطيني من اجل النهوض بالمخيمات الفلسطينية وتحسين اوضاع اللاجئين.
منيمنة: ورثتم تركة ثقيلة
وألقى منيمنة كلمة الحريري، توجه فيها إلى الشباب اللبناني والفلسطيني قائلا: “ورثتم من غير اختيار أو قرار منكم، تركة ثقيلة وتاريخا لم تسهموا في رسم معالمه، مع أنكم تدفعون ثمنه مضاعفا في يومياتكم وتحقيق مستقبل طموحاتكم التي بذلتم الكثير في سبيلها. الحرب الأهلية سمَّمت العلاقات اللبنانية الفلسطينية، وأنتجت صورة نمطية سلبية لدى اللبناني عن الفلسطيني والعكس أيضا. وفي غمرة هذه الأحكام المسبقة غابت الحقيقة الساطعة التي قدم فيها اللبنانيون لفلسطين وقضيتها أغلى ما يملكون، وقدم فيها الفلسطينيون للبنان قبل النكبة وبعدها الكثير من معالم نهضته. لذلك يقع على عاتقكم أيها الشباب لبنانيين وفلسطينيين كسر الصورة السلبية النمطية السائدة، والعودة إلى تاريخ ناصع من العلاقات المتبادلة الخلاقة”.
وأضاف “ومن أجل مساندتكم في مهمة النهوض هذه، عملنا في لجنة الحوار منذ العام 2016 على صياغة استراتيجية للشباب الفلسطيني في لبنان تعكس قراءة فعلية للتحديات الماثلة أمامكم، كما تحدِّد مكامن الخلل والنقص في طرق عمل الجهات الدولية والمحلية”.
ودعا الشباب الفلسطيني إلى “توجيه البوصلة نحو المسؤول عن صعوبات حياتهم ومعاناتهم بما هو الاحتلال الاسرائيلي لبلادكم وأرضكم”.
وتابع: “في لبنان، أكدنا أننا مع حقوق الشعب الفلسطيني وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودته إلى دياره. وعليه، فإن لبنان لن يتهرَّب من واجباته تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته. وهو أكد ويؤكد أمام المحافل الدولية أن لا مجال للتوطين، أو أي إجراء يناقض حق العودة”.
وختم “لا يتصورن أحد أن الطريق معبدة وسهلة، فالتحديات متنوعة وكبيرة، لكن كما يقول المثل الصيني “أن تضيء شمعة أفضل من أن تلعن الظلام ألف مرة”، وها نحن نفعل من خلال الاستراتيجية الشبابية مع كل الأصدقاء الدوليين والعرب والحريصين على نبض الشعب الفلسطيني وحيوية مجتمعه، مراهنين على مشاركة والتزام الجميع هذا المسعى دفاعا عن فلسطين ومستقبلها وعن لبنان بالتأكيد”.
وحيا باسم الرئيس الحريري “مؤتمركم هذا، مؤكدا وقوف لبنان معكم ضد الإفقار والتهجير والتوطين وكل ما يمس عدالة قضيتكم وحقكم بالحياة الكريمة لحين العودة”.
الكلمات: ،الوكالة الالمانية ،منيمنة،لجنة الحوار،الشباب الفلسطيني