ندوة حول كتاب “اللجوء الفلسطيني ,واقع العيش وإرادة التقدم”

نظمت لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني ودار سائر المشرق ندوة لمناسبة صدور كتاب ” اللجوء الفلسطيني في لبنان -2 : واقع العيش وإرادة التقدم ” في إطار الأنشطة الثقافية المواكبة لمعرض الكتاب العربي الدولي في البيال. قدم الندوة  التي حضرها رئيس لجنة الحوار الدكتور حسن منيمنة وامين سر فصائل “منظمة التحرير الفلسطينية” في لبنان فتحي ابو العردات الى جانب عدد من قادة الفصائل والاكاديميين والمثقفين اللبنانيين والفلسطينيين، الزميل زهير هواري وتحدث فيها كل من الزميلين الباحث جابر سليمان والخبير لدى الاسكوا أديب نعمة والسفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور . 
 
أشار هواري إلى ارتباط الكتاب بما سبقه من عمل لجنة الحوار مما يشكل سداً للنقص في المكتبة اللبنانية إزاء قضية الشعب الفلسطيني نشوءاً وتطوراً ونتائج على الصعيد الذاتي وضمن اوضاع الدول المضيفة . وربط بين قرار الرئيس الاميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الاميركية إليها ومناقشة هذا الكتاب الذي يضيء على نتائج مشروع الاستيطان الصهيوني على ارض فلسطين من مدخل ما يعانيه الفلسطينيون في لبنان من ظروف معيشية متردية . واكد عمل اللجنة لتأسيس وعي لبناني فلسطيني من خلال إدارة حوار حقيقي يتجاوز إرث الأزمات والنزاعات السابقة بهدف الوصول إلى تجربة عيش تقوم على التعاون .
 
الباحث جابر عرض للتقديرات التي وردت في الكتاب حول حجم القوة العاملة الفلسطينية، مؤكداً بموجب البيانات الإحصائية أنها قوة غير منافسة لقوة العمل اللبنانية، فضلاً عن أنها تنفق ما تحصل عليه في لبنان.  واشار الى ما تطرق إليه العمل على الصعيد القانوني بدءاً بالجوانب التشريعية وما طرأ عليها من تعديل على القانونين 128 و129 ملاحظاً أن هناك هوة ما تزال تفصل بين ما نصا عليه وواقع إحصاءات إجازات العمل والمساهمة في القوة العاملة اللبنانية.  كما عرض للارقام التي وردت حول تملك الفلسطينيين في لبنان إنطلاقاً من بيانات الدوائر العقارية وهي معطيات تنشر للمرة الأولى ، سواء لجهة العقارات غير المبنية أو الشقق والاقسام المشتركة، والتي تؤشر إلى تواضع التملك الفلسطيني في لبنان ، وأعاد التذكير بالتوصيات التي تضمنها الكتاب لحل هذه المشكلة . 
 
من جهته ذكّر نعمة بأن السبب المؤسس للفقر في المخيمات ليس سوى الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين ونهب مقدرات شعبها ، ما جعل من معظم اللاجئين يصلون لبنان مجردين من ملكياتهم وموجوداتهم. كذلك ربط بين حال الفقر وتردي الخدمات والمناطق التي استقر بها اللاجئون بما هي مناطق مفقرة في ضواحي المدن، يتساوى نسبياً فيها اللاجئ الفلسطيني مع النازح اللبناني القادم من  المناطق النائية الفقيرة.. كما تطرق إلى الجوانب الصحية والتعليمية، متوقفاً عند عدد ووضع الجمعيات الأهلية في المخيمات والتجمعات ، داعياً إلى إيجاد علاج لاوضاعها ضمن القوانين اللبنانية بما يكفل دعم شرعنتها ومساعدتها على القيام بدورها في دعم مقومات العيش في المخيمات . وخلص نعمة إلى أن التعداد الذي أنجزت الإشراف عليه اللجنة والذي سيتم اطلاق نتائجه في 21 الجاري سيقدم المعطيات الدقيقة حول مختلف شؤون وشجون المجتمع الفلسطيني .  
 
بدوره أشاد السفير دبور بالجهد الذي تبذله لجنة الحوار ورئيسها الدكتورحسن منيمنة  وما يقدمونه من دعم تأسيسي لقضية الوجود الفلسطيني في لبنان. وقال : إن ما نشرته اللجنة من كتب ورؤية لمجموعة العمل اللبنانية حول قضايا اللاجئين الفلسطينيين وما بذلته من جهود في المحافل الدولية والعربية واللبنانية يجعل منها مرجعاً موثوقاً في مسيرة الإضاءة على معاناة هذا الشعب . ووصف لجنة الحوار بأنها لجنة الأخوة اللبنانية الفلسطينية بالنظر إلى العلاقة الوثيقة التي تربطها بالقيادات السياسية والفصائل وأهل المخيمات ومشاركتهم نشاطها بدليل ما لمسناه خلال ورشة العمل على تعداد السكان والمساكن، فقد عمل الشباب والخبراء اللبنانيون والفلسطينيون جنباً إلى جنب طوال أشهر وصولاً إلى تحقيق الإنجاز.
 
وختاماً قدم عدد من الحضور مداخلات وأسئلة تطرقت إلى جوانب بحثية وعملية تمحورت حول عمل لجنة الحوار وتطوير هيكليتها وتجربتها وكيفية تحويل ما ورد في إنتاجها الفكري والثقافي إلى نصوص تشريعية وتنفيذية بما يساعد سكان المخيمات على تحسين أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية.    
 

الكلمات: